نائب الرئيس: لن نتوافق مع الجنوب في ظل الجو المتوتر الآن
[JUSTIFY]رهن د. الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية، رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني، إحراز تقدم في القضايا الخلافية مع دولة الجنوب بحدوث تحسن في الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة، وإيقاف الحرب تماماً، وكفكفة كل الأساليب العدوانية بين الطرفين، وطالب الجنوب بالابتعاد عن كل الأساليب العنيفة التي تخرج الحوار من إطاره السلمي، وعزا الانتقادات لاتفاق أديس الأخير لعدم امتلاك منتقديه المعلومات. وطالب آدم عقب اجتماع القطاع السياسي للحزب أمس، الحكومة بالتداول حول الملف الأمني أولاً لوضع حد للخروقات الأمنية على حدود الدولتين، وأشار إلى أن تنفيذ الاتفاق على ترسيم الحدود لا يمكن تنفيذه إلاّ في جو آمن على الحدود، وقال إن الاتفاق لن يمضي والوضع الأمني بين الدولتين في هذا الوضع المتوتر، وطالب الجنوب بكفكفة الاعتداءات السالبة على امن السودان، واستبعد نائب الرئيس إمكانية التوصل إلى اتفاق، وجدد آدم عدم توصل الحكومة إلى اتفاق بشأن الحريات الأربع مع الجنوب، وقال إن ما تم اتفاق إطارئ، وأشار إلى أن وزيري الدفاع بالبلدين سيجتمعان بعد أسبوعين للنظر في تقديم مقترح لتكوين لجنة للنظر في تقديم مقترح بشأن الحريات الأربع لمواطني البلدين لإنجاز مهمتها قبل لقاء الرئيس عمر البشير وسلفا كير ميارديت. وأكد نائب الرئيس حرص الحكومة على أن التاسع من أبريل المقبل آخر يوم لتوفيق أوضاع الجنوبيين في الشمال، وقال إنّ كل الوثائق الثبوتية التي بطرف المواطنين الجنوبيين في السودان بعد التاسع من أبريل تصبح غير مبرئة للذمة وغير سارية المفعول، وأوضح آدم أن ترسيم الحدود سيجرى وفق الحدود التي اعتمدها اجتماع مؤسسة الرئاسة بحضور سلفا كير قبل انفصال الجنوب، ورفض إدخال أية مناطق خلافية أخرى سوى النقاط الأربع التي يجري الحوار حولها. وفي الأثناء، انتقد إدريس عبد القادر رئيس وفد الحكومة المفاوض في أديس أبابا بشدة من وصف التوقيع على مبادئ الحريات الأربع بالخونة، واعتبر إقحام المساجد بالفتنة، وقال إنّ الواصفين بالخونة للموقعين يسعون للتكسب عبر الإثارة، واعتبر الدعوة للعنصرية أكبر مهدد للأمن القومي، ودعا لدرء الفتنة، ونفى أن يكون السودان بصدد منح الجنسية للجنوبيين، وقال إنّ كل الجنوبيين أصبحوا أجانب منذ التاسع من يوليو الماضي، وأشار إلى أن منح الجنسية حق سيادي تعطيه الدولة لمن يستحق ووفق أسباب معينة. وقال في مؤتمر صحفي أمس، إنّ الوفد لا يفاوض بعقلية الخرطوم، ونَوّه الى انّ أكثر من مليوني مواطن سوداني يعيشون على الحدود ويتضرّرون من قفلها وعلى رأسهم التجار ورعاة البقر، ولفت إلى أنّ الميزان التجاري بين البلدين لصالح السودان، واعتبر مقولة رئيس دولة الجنوب (أصدقاؤنا قالوا لنا ما عندكم طريق غير التفاوض مع الشمال وإلاّ عرّضتم شعبكم للموت) بنقطة التحول الكبيرة في مسار الجولة الماضية التي قال إنها أوشكت على الفشل، ولفت إلى اختلافات كبيرة اتسمت بها الجولة خاصةً ملف النفط، وكشف عن مقترح طرحته دولة الجنوب وصفه بالقبيح، وقال إنّ اتفاق المبادئ الذي تم التوقيع عليه مبدئياً يتضمن حُسن نوايا، وأكد أن الاتفاق غير منزل وأنه اجتهاد بشر، وأشار إلى أنه لا يوجد في العالم من أنجز كل ما يريد، ونَبّه دعاة قفل الحدود إلى أنّ حدود السودان لم يرثها من الخلافة الراشدة وإنما حدود حديثة وضعها المستعمر، وتساءل عن أشواق نشر الإسلام في أفريقيا إن كانت قد انتهت، ولفت إلى أن دولة الجنوب أصبحت دولة أفريقية، ودعا إدريس لتهيئة الأجواء والابتعاد عن التصعيد، وأضاف: إذا لم يتحسّن المناخ لن ينجح التفاوض، واعتبر الأمن المصدر الأساسي لتحسين المناخ الذي قال بدونه لن تكون علاقة البلدين جيدة، وبالتالي فإنّ الاتفاق لن يطبق، ونَبّه إلى أن اللجنة السياسية الأمنية ستجتمع لتهيئة الأجواء، وقال إن آلية تجارية ستعمل على فتح الحدود بعد تهيئة الأجواء، وذكر أن وفداً يضم باقان أموم ودينق ألور ولوكا بيونق سيزور السودان لخلق روح إيجابية بين البلدين، وأكد أن السودان حريص على السلام وحقن الدماء، ونبّه إلى أن البلدين يجب أن يعملا معاً لتسوية الديون الخارجية التي قال إنها بلغت (40) مليار دولار مع فوائد وفق متوالية هندسية تبلغ (68%)، وكشف عن لقاء للوفد بأئمة المساجد خلال الأيام المقبلة، وقال إن الأطراف كافة التي تم تنويرها باركت الاتفاق. وقال إنه غير قلق لرفض بعض الجنوبيين للاتفاق. من ناحيته قال هجو قسم السيد نائب رئيس البرلمان، إنّ الحكومة ستودع اتفاق الحريات الأربع بين السودان ودولة الجنوب لدى البرلمان ليصدر رأياً وموقفاً حوله. وأبان هجو في تصريح محدود أمس، أن المجلس الوطني سيصدر قراراً حول الاتفاق، وقال إنه سيعرض على البرلمان، وتابع: حتى إذا وقّعت عليه رئاسة الجمهورية فسيودع للبرلمان كمرسوم جمهوري. ورأى هجو ضرورة أن تكون هناك اتفاقية كاملة في الحدود والأمن، وإذا نكص الجنوب عن إحداها ينظر في الأمر، وقال: المبدأ أن تكون الحريات مفيدة للشمال والجنوب، ونوّه للمنافع التجارية التي يمكن أن يحققها الشمال، وأضاف: لا يجب أن نتعامل (بالغبينة). وأكّد هجو ضرورة أنّ (يُوضع في البال) المحاذير في مثل هذه العلاقة بين الشمال والجنوب، ورجّح أن يكون رفض البعض للاتفاقية أنها جاءت بشكل مفاجئ.[/JUSTIFY]