الحكومة تهاجم الرافضين لاتفاق الحريات الأربع مع جوبا
فتحت الحكومة أبواب الهجوم على مصاريعها أمام الرافضين للاتفاق الإطاري الذي وقَّعته بالأحرف الأولى مع جوبا قبل أيام بأديس أبابا، ودافعت باستماتة عن الاتفاق ورأت أنه بذرة جيدة للتواصل الاجتماعي مع شعب دولة الجنوب ومفتاح مناسب لأرضية تفاوضية مقبلة تتسم بالوضوح والشفافية، وقالت إن الاتفاق يترك للمواطنين حرية الحركة والتملك بين البلدين، جازمة بأن الفرصة التي أتاحها الاتفاق للسودان تمثل فرصة كبيرة جدًا غير متاحة للطرف الآخر، في وقت اطّلع فيه مجلس الوزراء في جلسته برئاسة الرئيس عمر البشير أمس على تقرير لجنة المفاوضات مع دولة الجنوب قدَّمه وزير الدولة برئاسة الجمهورية ورئيس الوفد المفاوض إدريس عبد القادر، وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء عمر محمد صالح إن المجلس وجَّه بإحالة موضوع الحريات الأربع إلى لجنة وزارية مشتركة لدراسته وتقديم مقترحات بشأنه، ووجّه المجلس حسبما ذكر صالح للصحفيين الجانب السوداني في اللجنة المشتركة برئاسة وزير الداخلية بالإعداد للترتيبات الخاصة بمواطني دولة الجنوب وتاريخ مهلة توفيق أوضاعهم، وقال إن المجلس أكد أن الخطوة إيجابية في سبيل إرساء علاقات مستقرة لمصلحة البلدين وأبدى دعمه للتوجه الذي انتهت عليه جولة التفاوض لافتًا إلى أن المجلس أكد أن الترتيبات الأمنية وإنفاذ ما اتُّفق عليه يكبح الاعتداءات، وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية علي كرتي «من رفضو الحريات الأربع لم يفهموا بعد ما تم الاتفاق عليه» وأردف في تصريحات للصحفيين بمجلس الوزراء أمس: «هذا اتفاق يفرز الأمور ويساعد على التواصل الاجتماعي»، ولفت إلى أن الاتفاق يشكل فرصة لإفادة المواطنين في كل المصالح والأراضي الواسعة، مضيفًا «الآن تتدفق على دولة الجنوب جنسيات كثيرة من الجنوب الإفريقي خاصة من دول الجوار بغرض المصالح»، ونوَّه كرتي بأن موعد القمة الرئاسية لم يحدَّد بعد متوقعًا أن تلتئم في نهاية مارس أو مطلع أبريل المقبل، مؤكدًا أن اجتماع اللجنة الأمنية سيشكل مجالاً من مجالات إزالة عقبة الشكوك المستمرة حول استضافة جوبا لمجموعات متمردة في دارفور ودعم متمردين في النيل الأزرق وجنوب كردفان لافتًا الى أن التفاوض سيكون جديًا وواضحًا وشفافًا وقال: «هذه الروح الجديدة ستشكل بداية للاتفاق حول القضايا المتبقية وستساعد فى فتح مسار جيد حول التفاوض حول المسائل الأمنية»، وتابع قائلاً: «هذه بادرة جيدة وفتح للطريق ومسار جيد للتفاوض بعيدًا عن التوتر وحالة الاحتقان التي كانت تنتاب الجنوبيين في الفترة السابقة وسينتهي موضع التهرب من التفاوض والمطالبات غير المعقولة من طرف جوبا»، وتوقع أن الاتفاق سيتم التوقيع عليه من قبل الرئيسين في قمة جوبا المقبلة، مشيرًا إلى أن اللجنة الخاصة بتوفيق أوضاع المواطنين تساعد في الوصول لترتيبات لما اتُّفق عليه وستساعد في إزالة الاحتقان والشكوك والريب التي تأتي من الخارج والخشية التي تبث هنا وسط الجنوبيين الموجودين بالأراضي السودانية حول معاملة قد تتم بطريقة غير كريمة عقب «8» أبريل وأوضح كرتي أن اللجنة ستزيل المخاوف وتضع ترتيبات يتفق عليها البلدان عبر اللجنة لكي يتم الترتيب النهائي للمواطنين بالبلدين، وأبان كرتي أن التفاوض تعثر فيما يلي مسألة النفط.وفي سياق مختلف أكد نافع أن ما تم في جولة المفاوضات الأخيرة بين الحكومة ودولة الجنوب حول القضايا العالقة عمل طيب ومبارك، مؤكداً أن استراتيجية السودان تقوم على بناء علاقات طيبة مع كل دول الجوار العربية والإفريقية حتى لا تكون الخلافات مدخلاً للتدخلات الخارجية، رافضاً في هذا الصدد الإعلان عن موقف قاطع للحزب حول ما يثار عن الحريات الأربع. ونفى سيادته بشدة وصم حوار الحكومة وسعيها للاتفاق مع حكومة الجنوب باللهث، وقال: «نحن نبحث في قضايا استراتيجية»، وقال: «الذي يلهث هو من يبحث في قضية فيها منفعة عاجلة أو مدفوع فيها من الخلف من آخرين» وزاد نافع قائلاً: «نحن نعرف تماماً أن استراتيجية السودان هي بناء علاقات طيبة مع كل دول الجوار الإفريقية والعربية، حتى لا تكون الخلافات بيننا وسيلة من وسائل التدخل الخارجي، وكون أن الحركة الشعبية لم تستجب من قبل فهذا لا يغير استراتيجيتنا، ونحن نعلم تماماً ماذا نود أن نتفق عليه
الانتباهة