وتواصلت صباح أمس، المباحثات بين الوفدين، وبحث الطرفان – حسب مصادر متطابقة – إمكانية معاودة إنتاج النفط وتصديره عبر السودان، واشترط وفد جنوب السودان التوصل إلى اتفاق تجاري يشتمل على رسوم عبور ومعالجة وترحيل نفط جنوب السودان كما هو معمول في الأعراف الدولية ومتعارف عليه في الصناعة النفطية وألاّ يكون الاتفاق مبنياً على الأزمة الاقتصادية التي يعانيها السودان.
واتفق الطرفان على تكوين لجنة مشتركة من الدولتين مهمتها الأساسية إعداد الإمكانات اللازمة لترسيم الحدود بين البلدين في مدة لا تتجاوز (45) يوماً، يمكن أن تمدد باتفاق الطرفين إذا دعت الضرورة ذلك. وخلص طرفا التفاوض بشأن المناطق المختلف عليها إلى تعريفها وتحديد طولها، بينما لم يتفقا على كيفية حل النزاع حولها، إذ اقترح وفد جنوب السودان أن يتم إحالتها إلى التحكيم الدولي، فيما اقترح وفد السودان معالجة النزاع حولها عبر آلية سياسية في إطار تسهيلات يقدمها فريق الإتحاد الأفريقي، واتفق الطرفان على بداية ترسيم الحدود التي لا خلاف عليها بينهما في غضون أسبوعين من التوقيع على الاتفاق الإطاري حول الحدود الذي اقترحته الوساطة الأفريقية بقيادة ثابو امبيكي في وقت سابق من بداية الجولة الحالية. من ناحية أخرى، تباحث الطرفان ظهر أمس حول وفي السياق، اتفق الطرفان على الأجندة التي سيتفاوضان وفقاً لها حول ملف النفط واشتملت على ضمان قيام دولتين ناجحتين على أساس التعاون المتبادل بينهما من ناحية، وعلى الاعتراف واحترام السيادة. فيما ذكر تلفزيون السودان، أنّ الوساطة تعكف على مقترح جديد بشأن النفط، وأنه لم يحدث تقدم في ملفي الحدود والجنسية لتعنت وفد الحركة الشعبية، ونَوّه إلى أن السودان رفض مقترحاً بتمديد بقاء الجنوبيين في الشمال. وسيواصل الوفدان مناقشاتهما اليوم السبت بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي حول الحدود. وفي سياق آخر، قال محجوب علي الامين التاجر بسوق جوبا، إنّ الإحصاءات جارية لحصر الخسائر التي نتجت جراء حريق سوق (كونجو كونجو) في مدينة جوبا بجنوب السودان. وتوقع محجوب في حديث لـ (الرأي العام) أمس، أن تكون الخسائر كبيرة، خاصةً وأنّ الحريق امتد لأكثر من (7) ساعات والتهم أكثر من ثلثي السوق، ووصف (كونجو كونجو) بأنه من أكبر الأسواق الرئيسية في جوبا، لكنه أشار إلى أن الحريق لم يؤثر في اليوم الأول (أمس) على الأسعار بالأسواق، وأشار إلى استقرارها، إلاّ أنّه نوّه إلى ارتفاع في سعر الدولار إلى ما يفوق الـ (4) جنيهات بعد أن كان في حدود الـ (3.5) جنيهات. يذكر أن حريقاً هائلاً، اندلع مساء الخميس بسوق كونجو كونجو أكبر الأسواق في جوبا نتيجة التماس كهربائي، وتسبّب في تدمير نحو (600) محل تجاري، وفشلت محاولات السلطات لإنقاذ السوق، وقُدِّرت خسائر الحريق بملايين الدولارات، ويتوقع أن تؤدي كارثة الحريق إلى أزمة إنسانية يعاني منها الجنوب أصلاً، خاصةً وأنّ السوق الذي احترق بالكامل يُعد سوقاً رئيسية للمواد الغذائية. وتشير المتابعات إلى أنّ معظم المحلات التجارية كانت مُشيّدة (بالقش) وبعضها بالزنك، الأمر الذي زاد من الخسائر وعدم تمكن السلطات من إخمادها، كما أن معظم التجار من يوغندا وكينيا وغالبيتهم من السيدات. [/JUSTIFY]
الراي العام