حملة للقبض على قائد “جيش الرب” جوزيف كوني بسلاح الفيديو – صورة

مع أنهم وضعوه في “يوتيوب” الاثنين الماضي فقط، إلا أن عدد مشاهديه كانوا 40 مليوناً و781 ألفاً و302 شخص، عندما بدأت بجمع معلومات هي سهلة لهذا الموضوع الذي ما أن كتبته حتى نظرت في “يوتيوب” قبل ثوان من إرساله إلى “العربية.نت” بالبريد الإلكتروني لأرى أن عدد مشاهديه أصبح 43 مليوناً و354 ألفاً و20 شخصاً في 5 قارات، وقد تجدهم حين تبدأ بقراءة هذا الموضوع وقد أصبحوا 50 مليوناً على الأقل.
هذا الفيديو، ومدته 29 دقيقة، يشعرك بأنك قمت بعمل خيري إذا أرسلته للآخرين ليروه؛ لأنه يهدف الى الإشهار والتعريف بقائد “جيش الرب” الشهير و”جزار الأطفال” الشرير، الأوغندي المعتوه جوزيف كوني، من أجل أن تتحرك الضمائر وتضغط على حكوماتها فتتكاتف لقتله أو اعتقاله وإسدال الستار على ما يرتكبه من دمويات في إفريقيا منذ 26 سنة.

يصفون كوني، المولود قبل 51 عاماً في أوغندا، بإنسان يجري الزئبق في شرايينه بدل الدم، فلا يتملّص من محاولة اعتقال أو قتل إلا ويفلت من غيرها، لذلك لجأوا الى سلاح يعتقدون أنه لو نجح معه فقد ينجح مستقبلاً مع سواه من رؤساء عصابات يحكمون بلادهم منتحلين لقب رئيس شرعي منتخب من مجلس نواب أو من الشعب مباشرة بالتزوير، فيقضي السلاح الجديد عليه من دون ثورة ولا ثوار ولا حتى إراقة دم لأبرياء مدنيين، بل بتدخل دولي حاسم وعلى السريع.

والسلاح هو التعريف بما يرتكبه الطغاة وفضحهم وكشف المستور من فظائعهم، لتتكاتف ضدهم الدول والحكومات وتنهي ما يسببوه من مآس ومحن، فمئات الآلاف قضوا ضحايا لكوني المصنف رقم 1 بقائمة مجرمي الحرب على مستوى العالم منذ 7 أعوام، لكن القلة تعرف ما يفعل، لذلك تظل الحكومات صامتة وتتركه يسرح ويمرح بلا حسيب ولا رقيب في مواقع بالأدغال تضمن التخفي والفرار.

لذلك قام المخرج الأمريكي جيسون راسل بإعداد فيديو عنه سمّاه Kony 2012 ويعرض فيه بشاعات قائد “جيش الرب” مبتدئاً شريطه بطفل اسمه “جاكوب” تعرف إليه قبل 8 سنوات، وكان ممن استطاعوا الهرب مما أسسه كوني من عصابات في أوغندا وغيرها، وبأسلوب سينمائي وعاطفي يهز الضمائر.
يعتقد نفسه المسيح ومناضلاً ثورياً أيضاً
جندي طفل
جندي طفل

كوني، الذي يصعب العثور على شبيه بما يفعل في القرن الواحد والعشرين، أسس “جيش الرب” بهدف تأسيس حكومة دينية في أوغندا، ومنها في بقية إفريقيا، مستنداً إلى أيديولوجيا مسيحية غريبة وشبيهة بما استندت اليه محاكم التفتيش الوحشية في أوروبا من تفاسير همجية لبعض ما ورد في الأناجيل، لكنه زاد عليها الاغتصاب بالجملة والقتل والتخريب حتى أكل لحوم البشر، بحسب ما تؤكده تقارير جدية، ومعظمها من الأمم المتحدة.

ومن التقارير ما اطلعت “العربية.نت” على مختصراته وتؤكد أيضاً أن عدد مَنْ خطفهم من الأطفال زادوا على 75 ألفاً ممن أجبرهم على القتال والقيام بأعمال عنف وتهجير لأكثر من مليوني إنسان بدءاً من إعلانه التمرد في 1986 على سلطات أوغندا الباحثة عن الخلاص من شر يومي ونشاط دموي مده حتى طال دول الجوار، ومنها السودان والكونغو وجنوب السودان.

وفي خبر قبل 6 أشهر أن الولايات المتحدة شعرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ببعض الحرج ممن اتهموها بالصمت والسكوت عما يفعل، فاضطرت لإرسال 100 عسكري إلى أوغندا لتدريب جيشها على مطاردته، “ويبدو أنها أول قوة ترسلها للمساعدة بقضية في الخارج لا تمسّ أمنها القومي”، بحسب ما كتبوا.

مع ذلك “مازال يتملّص من محاولات بدائية لقتله أو اعتقاله”، وفق تعبير المخرج الذي يتفاءل بأن يقضي شريطه وحده على من “يستشير الأرواح المقدسة” في كل قرار يتخذه، بحسب ما يقولون عنه، مؤكدين أن كوني يعتقد أن المسيح “حلّ” فيه وعاد إلى الأرض، أما هو فينفي ويعترف باستشارته أرواح القديسين فقط.. هذا ما قاله في مقابلة تلفزيونية وحيدة أعدوها معه، وفيها نفى كل الاتهامات وسمّى نفسه ثورياً ومناضلاً يحلم بتطهير البلاد.

العربية نت
Exit mobile version