لم يكن لدي جمهور منير ادني شك بأنه في الحفل الذي أقامه مؤخرا بمسرح الساحة بدار الأوبرا المصرية وحضره الآلاف من محبي وعشاق منير أن الملك لابد وان يعلن الحداد بطريقته الخاصة علي روح صديقه المخرج الراحل يوسف شاهين.
حيث علي غير العادة فوجئ الجمهور بتواجد منير علي المسرح في تمام الحادية عشر والنصف وهو يبدأ الحفل بأغنية “حدوتة مصرية” وكاد يكون صوته به لمحة من الحزن والألم علي فراق صديقه وحبيبه يوسف وكان الجمهور في حالة تأثر شديد وكان الجميع ينعي لروح شاهين التي كانت السبب في تواجد هذه الأغنية التي عاش كلماتها أكثر من 8 ألاف من الحضور بالأوبرا وكانوا يشعرون وان منير يكاد يبكي
وبعد انتهائه من هذه الأغنية أعلن لجمهوره قائلا ” كان لابد لي أن أعلن حدادي علي جو بطريقتي لو فات علي وفاته شهور فهي طريقتي الخاصة لإعلاني عن فقداني شخص عزيز علي قلبي .. الله يرحمك يا شاهين ” .
منير كان يقول هذه الكلمات وكانت من حوله شاشات البلازما التي كتب عليها مع صورة لمنير ” منير في قلب مصر” وهي التحية التي قدمتها دار الأوبرا لمنير الذي يضئ واحدة من ليالي رمضان الكريم والتي ينظرها الآلاف بل والملايين.
وبعدها شكر منير جميع الحضور وإنهم تواجدوا في هذه الليلة ليس فقط للاستماع إليه بل لأنهم ساهموا أيضا في التبرع ولو بجزء ضئيل إلي جمعية الهلال الأحمر لصالح منكوبي منطقة الدويقة والتي حدثت بها نكبة منذ فترة وهذا ما تعودنا عليه من منير بان يشرك جمهوره في الأحداث التي تكون بداخل مصر لذلك كان الأغنية التالية هي ” يا عيني علي الولد” وكان الجمهور يرددها معه بشدة وكأن ما تحمله كلمات هذه الأغنية يمس أوتار الوجع داخل كل شخص متواجد بالحفل (وكأنهم يحاولون أن يرفعوا الغمة التي يعشيون بها من خلال الكلمات التي يغنيها منير” .
محمد منير له تأثير السحر علي جمهوره وخاصة من الشباب الصغار حيث انه توقف بين أغانيه ووجهه كلامه للرجال والشباب المتواجدين في الحفل ليقول ” لاحظت شئ لم يستطع الإعلام ولا الصحافة ولا التليفزيون ولا الحكومة أن تغير من سلوك الشباب الذي يقفون علي النواصي يعاكسون الفتيات واذكر إني كنت باشوف نخوة الشباب الواقفون علي الناصية عندما يجدون فتاة تمشي في الشارع وهناك من يعاكسها وكانوا يتدخلون ولكن ألان لا يحدث هذا لذلك اطلب من جمهور منير والذي يحب منير أن نحافظ علي بنت بلدنا ونحافظ علي النخوة والرجولة ويتدخلون وأنا لا أقول هذا حتي لا يعتبرني احد إنني مصلح اجتماعي ولكن ما يحدث في بلدنا شئ لم يكن يحدث من قبل وهو ما يحزنني فأرجوكم حافظا علي بنت بلدكم ” وبعدها غني أغنية ” بنات ” ومع انتهائه للأغنية قال لجمهوره ” هل وصلت لكم الرسالة”.
فردوا عليه “وصلت يا ملك ” واسترسل منير ليقول ” ولكن عندما تكون البنت لطيفة وأنت بتحبها ممكن تعاكسها وتقرب منها وأنا يا جماعة بأحب واحدة أرادت أن تقف معي علي المسرح الليلة ..فاسمحوا لي أن أرحب بضيفتي الجميلة جدا جدا واللطيفة جدا جدا .. الفنانة لطيفة ” وقام الجمهور بتحيتها وقدما معا أغنية ” تحت الياسمينة ” لأنها أغنية تونسية وقالت لطيفة أنها سعيدة بالتواجد مع الكينج منير علي المسرح وأوضحت مدي حبها له ولأغانيها ثم طلب الجمهور منها أن تغني أغنية جمال بخيت من فيلم سكوت حنصور “المصري” وشاركها منير بغنائها ثم عادت لتقف بين الجمهور مرة اخري .
وقدم منير تحية الي د.عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا وقدم منير عدد من أغانيه منها ” يونس” و “الشوق” و “شيكولاتة” و”شمندورة” و “أبو الطاقية” و ” غريبة” و “كان فاضل” و “شبابيك” و”احمد شفايف”و”علموني عينيك” و “مساكن شعبية “.
ولأول مرة منير ينهي حفله بشكل مختلف حيث وقف وقال للجمهور ” إحنا خلصنا كده ” فطلب منه الجمهور أن يغني مرة أخري فقال لهم ” أنا وأصدقائي من الفنانين منذ فترة ونحن نتناقش في موضوع وهو لماذا ينهي عدد من الفنانين حفلاتهم بسرعة فكان الرد لان الجمهور لا يطلبنا مرة أخرى ولذلك أري انه من المفروض أن يكون قرار انتهاء الحفلة يكون بيد الجمهور وليس الفنان ” ومن هنا طالبه الجمهور بالغناء مرة أخرى فقدم منير مجموعة أخرى من أغانيه وسط تصفيق حاد من جمهوره.