ووافق مبيكي الذي تولى السلطة كرئيس خلفا لنيلسون مانديلا عام 1999 يوم السبت على طلب حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم بتقديم استقالته قبل نهاية ولايته الرئاسية المقررة العام المقبل.
وبات من شبه المؤكد أن يصبح منافس مبيكي وزعيم الحزب الحاكم جاكوب زوما رئيسا للبلاد في الانتخابات العامة المقررة في 2009 بعد تشكيل قيادة مؤقتة.
وقال مبيكي في خطاب بثته هيئة الاذاعة الجنوب الافريقية (اس.ايه.بي.سي) على الهواء “أود أن انتهز هذه الفرصة لابلغ الامة أنني قمت اليوم بتسليم خطابا الى رئيسة الجمعية الوطنية.. لتقديم استقالتي من المنصب الرفيع كرئيس لجمهورية جنوب أفريقيا.”
وأَضاف وقد بدا عليه الهدوء أن الاستقالة ستسري اعتبارا من يوم يحدده البرلمان.
وقاد المتشددون في الحزب الحاكم الحملة للاطاحة بمبيكي بعد نحو أسبوع من اسقاط قاض اتهامات فساد عن زوما فيما يشير الى انه كان هناك تدخل سياسي على مستوى عال في القضية.
وجاءت الضربة السياسية القاضية بعد أن حقق مبيكي أكبر نجاح له على صعيد السياسة الخارجية بالتوسط في اتفاق لتقاسم السلطة في زيمبابوي.
وقال ماثيوس فوزا الامين العام لصندوق الحزب الحاكم في مناظرة تلفزيونية على قناة (اس.ايه.بي.سي. 1) انه من المتوقع اعلان اسم من سيتولى منصب القائم بأعمال الرئيس يوم الإثنين وانه سيقوم باعلان الحكومة المقبلة.
وأضاف فوزا أن الحزب الحاكم يرغب في بقاء الحكومة فيما يؤكد مخاوف من أن رحيل وزراء موالين لمبيكي من ذوي الخبرة قد يضر البلاد.
وقال “نريد أن تبقى الحكومة. سنكون سعداء اذا بقوا وقمنا بهذه الاشياء سويا.”
ونقلت صحيفة عن مويليتسي مبيكي شقيق الرئيس وهو محلل سياسي كان ينتقد سياسات شقيقه قوله ان اطاحة الحزب الحاكم بمبيكي “وصفة لحرب أهلية” تضع سابقة خطيرة.
وقال ثابو مبيكي ان قادة جنوب افريقيا منذ أول انتخابات متعددة الاحزاب تشهدها البلاد عام 1994 تبنوا سياسات “تستهدف انتشال شعب جنوب افريقيا من مستنقع الفقر” وبناء بلد مزدهر.
وينسب الفضل الى مبيكي في ضمان النمو وجذب المستثمرين الاجانب الى اكبر اقتصاد في قارة افريقيا. كما لعب دورا محوريا في بناء طبقة متوسطة من ذوي البشرة السوداء.
لكن منتقدوه وحلفاء زوما في النقابات العمالية والحزب الشيوعي يقولون ان مبيكي كان بعيدا عن ملايين من الفقراء السود.
ويقول محللون ان شعب جنوب افريقيا الذي خيمت المنافسة الحامية بين مبيكي وزوما على مشاكله الاقتصادية يستعد لفترة من عدم اليقين وانه من غير المرجح أن يخفف الحزب الحاكم المنقسم بشدة من مخاوف الشعب بشأن الجريمة ووباء الايدز الذي يعاني منه الملايين.
وذكرت صحيفة (صنداي تايمز) الجنوب افريقية يوم الاحد أن مؤيدي مبيكي قد ينشقون عن حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم ويخوضون الانتخابات كحزب منفصل في عام 2009 .
وتهدد هذه الخطوة بتحطيم أسس البناء السياسي في البلاد في فترة ما بعد التمييز العنصري والذي هيمن عليه حزب المؤتمر الوطني الافريقي.
ورغم أن استقالة مبيكي بدون صراع تشير الى انتقال سلس للسلطة فإن عددا من الوزراء هددوا باتهم يفضلون الاستقالة على العمل في اطار حكومة يقودها زوما.
وذكرت صحيفة (صندي تايمز) أن وزير الدفاع موسيوا ليكوتا ونائب وزير الدفاع ملوليكي جورج وعدد اخر من الموالين لمبيكي يخططون لانشاء حزب جديد وسيجتمع المنظمون هذا الاسبوع لمناقشة هذه الخطوة.
والان بعد أن غاب مبيكي عن الصورة قد يواجه زوما ضغوطا من حلفائه اليساريين في النقابات العمالية لتخفيف حدة الفقر فيما يحاول كسب ثقة المستثمرين الاجانب الذين لن يرحبوا بمزيد من الانفاق الحكومي.
وقال مايك دافيز محلل شؤون الشرق الاوسط وافريقيا في مجموعة (يوراسيا) ان “التحدي الرئيسي هو محاولة انهاء فترة عدم يقين طويلة. اذا تمكن من تحقيق تقدم في مجالات تقديم الخدمات والبطالة والتعليم فقد يمضي الامر” بشكل طيب.
وقال مبيكي الذي انضم الى رابطة شباب حزب المؤتمر الوطني الافريقي وهو في سن 14 عاما في احدى المرات انه ولد وسط الصراع في مواجهة التمييز العنصري وتطرق الى هذ الامر مجددا وهو يلقى اخر خطاباته الرسمية.
وقال “انا .. عضو بالمؤتمر الوطني الافريقي منذ 52 عاما. وما زلت عضوا في المؤتمر الوطني الافريقي وبالتالي احترم قراراته.”
المصدر :رويترز [/ALIGN]