هذا الوصف الدقيق يشير إلى العنف المفرط والبشاعة في قتل الضحية، حيث ارتكب المتهم جريمته وهو تحت تأثير الخمر، وجعل ضيفه مرمياً على قارعة الطريق وهو ينزف ويلفظ في أنفاسه الأخيرة.
وساعتها تلقت الشرطة بلاغاً من شقيق المجني عليه الذي أفاد في أقواله بأن أشخاصاً مجهولين اعتدوا على أخيه وسددوا له ضربات قوية، الأمر الذي يعتبر قتلاً عمداً، وعلى الفور تحرك فريق من شرطة الحاج يوسف وباشر تحريات مكثفة كشفت خيط الجريمة، حيث حاولوا إسعاف القتيل بمستشفى البان جديد، وفشلوا في تدوين أقواله لغيابه عن الوعي التام، كما فشل الطاقم الطبي في تقديم المساعدة لإنقاذ المجني عليه الذي فارق الحياة. وقد واصلت الشرطة تحرياتها بزيارة مسرح الجريمة وأخذ عينات وتحديد أماكن الإصابة والقياسات وتصوير موقع الحادث، ومن ثم تحويل الجثة إلى مشرحة الخرطوم.
وبعد اكتمال التحريات أوقفت الشرطة خمسة متهمين بينهم اثنان من دولة الجنوب، بالاضافة لـ «ست العرقي»، وقد سجل المتهم الأول اعترافاً بارتكابه الجريمة، وسرد خلال التحري تفاصيل الواقعة، وقال: «كنت مع القتيل في منزل المتهمة الخامسة نحتسي الخمر، وقد حذرتنا من الشرطة وقالت إن هناك «كشة» وتقصد حملة، لذلك ذهبت وأحضرت الخمر «العرقي» من منزل جارتها، وكان مع المجني عليه مبلغ «60» ألف جنيه فقط، وقلت له إنني أريد دعوة اصدقائي لتناول الشراب ولا املك مالاً، وبالفعل أخذنا مالاً من المجني عليه وقمنا بشراء «كريستالة كبيرة»، وبعد أن سكرنا قلت للمجني عليه نريد شراباً مرة أخرى، فقال إنه لا يملك مالاً لأنه دفع في المرة الأولى، وقام باستفزازي لأنني دعوت أصدقائي ولم أدفع لإكرامهم ودفع هو، ودار شجار بيننا، وقام بضربي على وجهي وقمت بضربه، وبعد فترة حضرت مجموعة من الناس لفض الشجار، وبعد ذلك ذهبت بركشة فقام بضربي داخل الركشة. وتشاجرنا مرة أخرى فضربته على رأسه فسقط على الاسفلت ولم يتحدث بعدها، وكنت مخموراً ولا أعي ما دار، وفي الصباح علمت أنه توفي، وذهبت إلى منزل أهله لتقديم واجب العزاء، وعلمت من أهل الحي أنهم رحلوا من هذا المنزل» «انتهت أقواله»
وبعدها تم القبض عليه وفتح بلاغ بقسم الحاج يوسف تحت المواد «130» القتل العمد و «107» و «78» من القانون الجنائي. وتحولت أوراق القضية للمحكمة التي رأسها مولانا جمعة خميس، وقد استمعت للمتحري وحددت جلسة أخرى لمواصلة البلاغ.[/JUSTIFY]
الانتباهة