بداية محطاتنا كانت مع خديجة نور الدين وهي «ربة منزل وأم لأربعة أطفال» فأفادتنا بقولها: عندما تبدأ الإجازة الصيفية أحمل همّاً كبيرًا إذ أن أبنائي سيمكثون بالمنزل طيلة اليوم وهذا يعني مراقبة ومراعاة على مدار الساعة هذا بالطبع غير عدم اكتراثهم للمجهود الذي أبذله من أجل الإبقاء على المنزل نظيفًا.. لكن والدهم وعدهم بجهاز كمبيوتر حال نجاحهم في الامتحانات وقد ظهرت نتائجهم الأمس وهم الآن في انتظار والدهم للإيفاء بوعده (أول الشهر) فجلوسهم في مكان واحد يُخفّف عن عاتقي مهمة رعايتهم طوال الوقت.
أم سلمة منصور «موظفة وأم» قالت في إفادتها: المدرسة كانت تحمل عبئًا عني خاصة وأنا امرأة عاملة والآن تفكيري مشتَّت ما بين تركهم في المنزل برفقة «الشغالة» أو الذهاب بهم إلى منزل والدتي التي تقطن بعيدًا عنا، ففي الإجازات السابقة كانت أختي تقيم معنا بالمنزل فأخرج وأنا مطمئنة والآن أختي سافرت إلى زوجها بإحدى دول المهجر وحقيقة (رأسي مقطوع).
أميمة السنهوري «ربة منزل وأم لطفل واحد» في مرحلة الأساس وهي من ولاية نهر النيل قالت: أنتظر هذه الإجازة بفارغ الصبر فبمجرد انتهاء ابني من امتحانات نهاية العام أحزم أمتعتي وأتوجَّه صوب بلدتنا بولاية نهر النيل حتى يتسنَّى لابني التعرُّف على أهله عن قرب وهو يكون مستمتعًا وهو برفقة «أخواله وأعمامه» الذين يتبارون في خروجه للنزهة برفقتهم.
نورا الفاضل «موظفة وربة منزل» أفادتنا قائلة: مشكلتي أنني أخذت إجازتي السنوية قبل بدء امتحانات أبنائي بفترة حتى تتسنى لي مراجعة دروسهم ويشعرون بقربي منهم خاصة في تلك الفترة المهمة أيام الامتحانات والآن شارفت إجازتي على الانتهاء ولكن جدة أبنائي لوالدهم تصرُّ على ضرورة أن يقضي أحفادها الإجازة بمعيتها بولاية الجزيرة والآن أنا أعدّ العدة للسفر برفقة أبنائي إلى هناك وبالطبع سأتركهم بمعية جدتهم لحين بدء الكورسات الصيفية.
سماهر الأمين كان لها رأي مختلف تمامًا عن سابقاتها حيث قالت: قبل بداية العطلة الصيفية أحرص على تسجيل أبنائي بأحد النوادي بغرض الرياضة من سباحة وتايكوندو وغيرها، حيث أكون في غاية الاطمئنان إليهم وهم برفقة المدربين فهذا أفضل لهم برأيي من قضاء الوقت في أشياء غير مفيدة بالمرة.
آخر محطاتنا كانت لنا وقفة علمية مع الباحث الاجتماعي الأستاذ أبو بكر محمد أحمد الذي أفادنا قائلاً: بدأت الإجازة الصيفية وأصبح هنالك متسع من الوقت فلا بد من التخطيط للاستفادة من فائض الزمن؛ فالإجازة ليست فترة للترفية فقط وأيضًا يكون جسد الطفل مرهقًا وبحاجة إلى راحة خصوصًا بعد فترات الكدّ والاجتهاد، ويأتي السؤال كيف تساعدين طفلك في قضاء إجازته بأسلوب ينمي شخصيته ويوسّع مداركه؛ «فاللعب الحر» وسيلة لتنمية القدرات واكتساب الخبرات وإثبات الذات، كما يجب على الأسر توفير فرص للرحلات لتجديد النشاط، فالترويح مهم من ناحية نفسية وبدنية وعقلانية واجتماعية؛ لأن تغيير نمط الحياة والخروج عن المعتاد ينشط خيال الطفل ومن الضروري أن يتواصل الطفل مع أفراد عائلته الكبيرة كالجد والجدة والأقارب برفقة أبويه حتى يتعرَّف عليهم عن كثب، كما يجب علينا توجيه الطفل للتردُّد إلى المكتبات العامة بغرض القراءة والاطلاع، فهي من الأشياء المهمة جدًا والتي أُهملت في الآونة الأخيرة رغم أهميتها التربوية والتثقيفية وعلى الأمهات عدم ترك أطفالهن أمام شاشات الكمبيوتر والتلفزيون لفترات طويلة وكذلك عدم السماح لهم بالبقاء خارج المنزل كثيرًا وعليهن أن يكنّ «أي الأمهات» أكثر وعيًا في صنع موازنة بين اللعب والجد وعليهنّ مراقبة أبنائهنّ من على البعد حتى يشعر الطفل بكينونته. [/JUSTIFY]
كتبت: سحر محمد بشير
الانتباهة