كيدهن و… حقوقنا

[ALIGN=CENTER]كيدهن و… حقوقنا[/ALIGN] الآن وبعد أن نالت أمتنا جميع حقوقها المشروعة واستردت عافيتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لا أجد أمامي الآن مجالا اكتب فيه سوى الحقوق التاريخية للرجل والتي باتت مهددة بالانقراض.. خلال اقامتي في لندن ما بين 1994 و1996 رأيت أشياء يندى لها الجبين..رجال اشاو يربون الصقور على حواف شواربهم يقومون بغسل الأطباق ومسح الطاولات في بيوتهم.. زرت بيوتا عربية في لندن وجدت فيها رب الأسرة مكلفا بحراسة العيال، بينما “المدام” في الخارج لتشتري شيئا أو آخر، أو لتزور صديقة أو قريبة… فواعروبتاه.. وواأسفاه.. ها نحن نجني ثمرات “تعليم المرأة” والدفاع عن حقوقها.
الخطر لا ينتهي هنا فمنذ سنوات والبرلمان الهندي يلت ويعجن في مشروع قانون يقضي بمنح جميع النساء الهنديات عطلة أسبوعية يقوم خلالها الرجال بالأعمال المنزلية.. وبمنطق الديمقراطية التي ترجح رأي الأغلبية، فإن برلمان الهندي هو برلمان العالم ويجب أن تصبح قراراته ملزمة في جميع البلدان، وهو الأمر الذي اكتشفه الشاعر والفيلسوف اللبناني إيليا أبو ماضي عندما قال:
لما سألت عن الحقيقة قيل لي
الحق ما اتفقت السواد عليه (السواد = الغالبية)
فعجبت كيف ذبحت ثوري في الضحى
والهند ساجدة هناك لديه
ولكن لماذا أتخوف من مشروع القانون هذا طالما أن العديد من الرجال “فضحونا” سلفا بقيامهم بغسل الأطباق وحتى – يا للعار- تغيير حفاظات الأطفال؟.. سأرد على هذا التساؤل فيما بعد.. ولكن أود أن أنبه اولا إلى أن الرجل العربي الأصيل لا يدخل المطبخ إطلاقا حتى لو شم فيه رائحة غاز متسرب.. على أيام ابائنا، عندما كان الرجال رجالا والنساء حريما ما كان ينبغي لزوجة أن تأكل من نفس الطبق الذي يأكل منه زوجها.. تجلس إلى جواره حتى يفرغ من الطفح، ثم تأكل هي.. أما رجال آخر الزمان فحالتهم مأساوية ومحزنة.. بعضهم لا يتناول طعامه ما لم تجلس زوجته إلى جواره، وتأكل معه وكأن “الحالة واحدة”!! إخص على هيك رجالة، بل يبلغ بهم الأمر إلى درجة الابتسام في وجه الزوجة اثناء الأكل.. يفعلون ذلك على حساب هيبتهم وحقوقهم الثابتة والمفترض فيها أن تكون غير قابلة للنقص او.. النقاش.
نعود إلى مشروع القرار الهندي.. أتذكرون حكاية الرجل الأمريكي التعيس الذي كان في الأصل بنتا ثم تحول الى رجل ثم حبل وحمل و أنجب بدل المرة مرتين؟ لا نملك إلا أن نشكوه إلى الله بعد ان قصّر رقابنا (إلهي تِنقصْ رقبته).. ما علينا فطالما أن الهند هي منبع عشرات الأشياء التي اكتسبت صفة العالمية (السانسكرتية أم كل اللغات.. الكاري.. افلام الخيال الوهمي.. إلخ) فليس من المستبعد أن يصدر البرلمان الهندي قرارا يلزم الرجال “بالحمل” مناصفة مع النساء.. ولا تنسوا أن الهند كانت قبل نحو عشرين عاما مسرحا لأكبر عملية بهدلة تعرض لها الرجال على أيدي النساء عندما أمرت رئيسة الوزراء الراحلة انديرا غاندي بتعقيم الرجال إجباريا بينما احتفظت النساء الهنديات بخصوبتهن حتى ان الواحدة منهن تلد ثلاث مرات في السنة.
الشاهد في كل ذلك ان نفوذ النساء في ازدياد على حسابنا نحن الرجال.. هناك الآن حسينة في بنغلاديش، وويني مانديلا في جنوب افريقيا.. وحنان عشراوي في (غزة – أريحا)! وأخرى فشلت جميع محاولاتي في حفظ او استذكار اسمها، كانت تحكم سريلانكا.. اسمها بنتركرنكنتراتا أو شيء من هذا القبيل، و مارغريت تاتشر أحالوها إلى أرشيف السياسيين البريطانيين (مجلس اللوردات) ومع ذلك فانها مصدر إزعاج دائم للحكومة والمعارضة.. وتوجان الفيصل من الأردن يا ما بهدلت شوارب مفتولة.. اذن لابد من جبهة رجالية صلدة لرد كيد النساء! بس الله يخليكم لا توكلوا الأمر الى الجامعة العربية.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com

Exit mobile version