متمردون سودانيون يعلنون مسؤوليتهم عن هجوم على الجيش السوداني

قالت جماعات متمردة في السودان يوم الاثنين انها استولت على موقع للجيش السوداني قرب الحدود مع جنوب السودان في عملية انحت الخرطوم باللائمة فيها على الجيش الجنوبي.

ونفت جوبا أي دور لقواتها في العملية لكن الهجوم زاد التوتر بين الدولتين اللتين تتنازعان بالفعل بشأن صادرات النفط والحدود. ومن شأن أي ضلوع للقوات الجنوبية أن يمثل انتهاكا لاتفاق عدم الاعتداء الذي وقعه الجانبان هذا الشهر.

ووقعت اشتباكات يوم الاحد في ولاية جنوب كردفان على الجانب السوداني من الحدود مع جنوب السودان التي تختلف عليها الدولتان.

وقالت الجبهة الثورية السودانية وهي تنظيم جامع شكلته بعض جماعات المتمردين اخيرا ان قواتها مسؤولة عن الهجوم على الموقع العسكري حول بحيرة الابيض الواقعة قرب الحدود.

وتضم الجبهة الثورية السودانية التي شكلت العام الماضي كلا من الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال التي تنشط في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق وحركة العدل والمساواة المتمركزة في دارفور في غرب السودان.

وقال المتحدث باسم الجبهة الثورية ارنو نجوتولو لودي لرويترز هاتفيا “انه انتصار..اول انتصار تحت مظلة الجبهة الثورية تحققه قوتان تقاتلان معا.”

وحارب مقاتلو الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال الى جانب الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب حاليا خلال الحرب الاهلية التي انتهت باتفاق السلام لعام 2005 وافضت الى انفصال الجنوب عام 2011.

وتقول الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال انها قطعت علاقاتها مع الجنوب بعد الاستقلال لكن الخرطوم تتهم جوبا بمواصلة تقديم الدعم العسكري والمالي للمتمردين.

وقال لودي ان الجبهة الثورية السودانية استولت على مئات الرشاشات وعشرات من قطع المدفعية الثقيلة و200 مركبة من القوات المسلحة السودانية لكنه قال ان من السابق لاوانه تحديد الخسائر في الارواج في الجانبين.
واضاف ان جماعتي المتمردين قامتا بعملية مشتركة العام الماضي لكن هذه أول عملية تنفذ تحت هيكل قيادي مشترك.

ويتبادل السودان وجنوب السودان عادة الاتهام بدعم متمردين في اراضيه. وتصاعدت حدة التوتر في الشهور الاخيرة بسبب خلاف حول المبالغ التي يتعين على جوبا دفعها للخرطوم مقابل تصدير نفطها.

وتقول السلطات في جنوب السودان الذي ليس له منافذ بحرية ان السودان سرق منذ ديسمبر كانون الاول ما تزيد قيمته على 800 مليون دولار من النفط الذي يتعين تصديره عبر خط انابيب يمر في اراضي الشمال. ويقول السودان انه صادر النفط عوضا عما يصفه برسوم نقل لم يدفعها الجنوب.

وهدد السودان بتقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي بشأن ما يصفه بانتهاكات الجنوب لاتفاق عدم الاعتداء رغم ان السلطات في جنوب السودان قالت ان قواتها ليست ضالعة في الهجوم.

وقال فيليب اقوير المتحدث باسم جيش الجنوب الجيش الشعبي لتحرير السودان “تلك المعارك التي دارت على مدى الاثنتين والسبعين ساعة الماضية كانت كلها داخل جمهورية السودان وكانت بين القوات المسلحة السودانية والجبهة الثورية السودانية ولم نكن طرفا فيها.”

وأضاف ان الخرطوم هي التي انتهكت الاتفاق بقصفها لمنطقة جاو الجنوبية بعد يوم من توقيع الاتفاق الامني. وينفي السودان هذا الاتهام.

وقال اقوير “حكومة جنوب السودان هي التي يجب ان تشكو الى الهيئات الدولية مثل مجلس الامن.”

وحذرت الولايات المتحدة من ان ولاية جنوب كردفان قد تتعرض لمجاعة اذا استمرت الخرطوم في منع وكالات الاغاثة من الوصول الى المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

وقال لودي ان الجبهة الثورية السودانية وقعت اتفاقا مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية الاسبوع الماضي للسماح بدخول امدادات الاغاثة الانسانية.

وتابع “نحن ننتظر لنرى ما اذا كانت الخرطوم ستستجيب” مضيفا ان الجبهة الثورية السودانية لا تقبل الشروط التي وضعتها الخرطوم والتي تشمل على سبيل المثال ضرورة توصيل الامدادات عن طريق الهلال الاحمر السوداني.

رويترز
Exit mobile version