وقد اختلفت التفسيرات حول انتشار الظاهرة، فهناك من يقول انها اشباع لرغبات مكبوتة وفراغ لا يمكن سده إلا بالإقدام على مثل هذه السلوكيات، حيث يتحدث رجل تجاوز الخمسين لـ «الصحافة» مفضلا حجب اسمه، عن انه لا يرى عيبا في أن يقدم الرجل على معاكسة فتاة حتى وإن كان متقدما في السن، لكن في حدود معقولة أي دون التجرؤ والنطق بكلام بذيء أو يخدش الحياء، ويقول «لا أستطيع تمالك نفسي أمام جمال المرأة واغراءاتها فأحيانا وأنا أتجول في الشارع أجد نفسي ودون شعور مني منساقا وراء فتاة سحرتني بمشيتها أو مظهرها وبكلام جميل معسول احاول لفت نظرها» وحين اسأله «ماذا تستفيد بعد ذلك» يقول «أشبعت بعض الرغبات لا غير وتنتهي القصة في حدود الكلام المعسول فقط».
هذا عن كبار السن، اما الشباب فيعبر عنهم اثنان كل له رأي مختلف عن الآخر، اولهم خريج جامعي عاطل عن العمل يقول انهم يقتلون الفراغ بمثل هذا السلوك، ويتحدث احمد الحسن «27 عاما» لـ «الصحافة» عن ان قدرا وافرا من الشباب مثله لا يجدون ما يقطعون به الوقت الطويل الذي يقضونه بلا عمل سوى معاكسة عابرات الطريق، بالاضافة الى انهم شباب لديهم طاقات تحتاج الى اشباع ولا يوجد لها متنفس. ويشير الحسن الى ان كثيراً من الفتيات يتسببن بدرجة كبيرة في انتشار هذه الظاهرة في الشارع وفي الأماكن العامة، ويقول «عندما أجد أمامي امرأة احتلت وجهها أدوات الزينة وبرزت مفاتنها من وراء ملابسها لا يمكن أن أتمالك نفسي وسأقدم على معاكستها، وما ذلك إلا إشباعاً لرغبات في ذاتي»، مشددا على انها ظاهرة يتحملها الطرفان.
اما وجهة النظر الاخرى فيعبر عنها الشاب عبد اللطيف احمد «25 عاماً» والشابة مي «23 عاما» حين يقول عبد اللطيف إن في اقباله على معاكسة فتاة هو بحث منه عن حبيبة ولِمَ لا تكون زوجة في المستقبل ويضيف: «أنا لا أتجرأ على معاكسة الفتاة بطريقة مبتذلة وتخدش الحياء بل بمجرد كلمات الإعجاب فحسب»، وتوافق على هذا الرأي مي وتقول انها تقبل بعض التلميحات ولكن في حدود لأن ذلك قد ينتج منه ارتباط دائم، وتبرر ذلك ببحثها عن زوج المستقبل في ظل هذا العزوف التام من قبل الرجال عن الزواج وبالتالي فإن قبول المعاكسة دون تجاوز حدود الأخلاق قد يأتي بنتائج، مشيرة الى ان المرأة عادة ما تكتفي بالنظرات والابتسامات وتترك البقية للشباب.
ويرى مختصون أنه يمكن تصنيف المعاكسات إلى صنفين أساسيين، معاكسات ترتبط بالشخصية السوية وأخرى بشخصية مرضية، والمعاكسات السوية هي غير المبتذلة ولا تنطوي على نزعات عدوانية تجاه الجنس الآخر بمعنى أنها تعبر عن رغبة طبيعية في بناء علاقات مع الجنس الآخر بهدف بناء الشخصية وتحقيق الذات أي تحقيق الحاجة الى «القبول».. وهذه المعاكسات تبدأ عادة في فترة المراهقة وتستمر الى فترات الشباب المتأخرة، كما يمكن أن تشمل الكهول وحتى الشيوخ إذا كان هناك تقارب في السن والحالة الاجتماعية. أما بالنسبة للمعاكسات المرضية فتتم بعدة أساليب، وهي معاكسات مبتذلة تنطوي على نزعة عدوانية غير متكافئة في السن وفي الحالة الاجتماعية، وتتصف كذلك بتحقيق مكبوتات معينة. [/JUSTIFY]
صحيفة الصحافة