أن تسافر ليس معنى للبكاء، أن تجاوب بعض أسئلة يتيمة ليس صدقاً للإجابة؛ إنما هو صوت يعبر عن حقوق الابتعاد.
هذا الدمع (المشخبط) في النزول كيف يدري درب خاتمة الوصول، ليس بداً ابتداءاً، ليس يوجد إنتهاء شيء من الأوراق يبعث نفسه خالياً من تعابير الصور، من ملامح مَن ذهب مِن قواميس اللغات.
كيف يطير، مكسورالجناح، مثل مكسور القدم؛ يقفز يتعلم المشي، يصمت يتحدث اللا شيء.
هكذا بعداً وقرباً وخاتمة اشتهاء.
إنه ثوب يغطي أخطاء قافية القصيدة، عارياً مستلقياً مثل العصافير الجريحة، تائهاً وعاجزاً مثل الأساطير القديمة.
إنه شيء يصور بُعد الصغار الباحثين عن العمل، دمعاً، وخوفاً، وجوعاً، وشوقاً للأمهات وبعض من نحيب الليل المستمر.
لكنه فقد الوصول بحثاً عن الذات الشبيهة بالعدم، رفقاً بأيتام صغار راح يبحث في الشوارع عن حنانٍ بالنقود، لا مشترٍ؛ لكنه زمن الوصول المر في درب الخطأ، ليس ثَمَّة من يبيع أمومة.
إنه وقت المشاوير الطويلة، لحظة، الصبح المهرول للأفول، لا شيء يمكث في الليالي؛ لا ذكريات، لا صور، لكنه وجع مخزن في عقول صغيرة فقدت دليل المشي في الطرقات، تاهت عن العش الحزين.
إنها قدم تصارع في الوصول للبدايات المفجوعة بالعدم، بالتباريح، بالجراح، ليس ثمَّة ما يستقيم عليه العود مشياً إنحناءات تعبر عن عقيم الفكرة المرسومة من خيال.
لكنه حتماً خيال جائع مثل الصغار الباحثين في البراميل المليئة بالبقايا، شيء من الخبز المقطع، شيء من المعنى الممزق للبكاء.
إعترافات – صحيفة الأسطورة 22/9/2010
hager.100@hotmail.com