ضع البطاقة

[ALIGN=CENTER]ضع البطاقة [/ALIGN] حالة مابين الغثيان والفتور تلقي بظلالها على جسده الناحل .. لا أحد يجزم أن حالته في تحسن أو ثبات .. أيام عديدة وهو يتمدد على الفراش في حالة وهن عميقة .. الطبيب بذلك المستشفى العام لا يعير اهتماماً للسائلين عن تفاصيل حالة المريض «الممدود» على السرير الأبيض في حالة ما بين اليقظة والصحيان .. لا رابط بينهم وهذا المريض الذي وجدوه مغمى عليه في طرف ذلك الشارع العتيق .. لم يجدوا ما يثبت له شخصية أو عنواناً وعن طريق الشرطة أوصلوه إلى المستشفى العام إلا أن ذلك الرجل الخمسيني ظل يتردد عليه خاصة وأن أحداً لم يتقدم للتعرف عليه بعد أن نشرت صورته في وسائل الإعلام المختلفة … ولكن الرجل الخمسيني ظل يتابع حالته كأنه يمت إليه بوشيجة حتى أن العاملين في المستشفى يظنون أنه قريبه فيدفعون إليه بالروشتات والفواتير.. ويظل لمدة أسبوع يتولى الأمر، لكنه بعد ذلك يقطع زيارته للمستشفى فقد كثر عليه الحمل .. فعلاج هذا المجهول تزداد مصاريفه يوماً بعد يوم … لا تستطيع أن تقول إنه فاقد الذاكرة تماماً فهو يعرف تفاصيل احتياجاته اليومية لكنه لا يعرف اسمه ولا من أين جاء … قرورا له عملية(عملية للقلب) ولكنها بالشيء والشيء … فظل بالمستشفى نموذجاً للحالة التى تحتاج لدعم .. تزوره مجموعة من الجمعيات التى تبحث عن محاولة المساعدة .. ولكن تكاليف علاجه باهظة فيكتفون بالحديث إليه والتصوير معه والوعد بمحاولة المساعدة ويظل (عديم الاسم) طريح المستشفى التى ( يطنطن كل يوم من يهمهم أمر دفع فواتير الرقاد بها).إلى أن جاء الفرج الكبير عندما زار المستشفى ذلك الطبيب العالمي الذي يقوم بعمل جرحات مجانية في بعض البلدان نظير الأجر من الله … وانحلت عقدته بعد أن خالها لا تحل … دخل في ذلك اليوم إلى غرفة العمليات … لم يكن يخاف من حزن يسببه لأحد .. حيث إنه لا منتظر بالخارج ولا قلب يدق تجاه تفاصيل العملية التى تُجرى له في يقين تام.. مرت الساعة والساعة وتعقبها الأخرى .. إلى أن تم الإعلان عن انتهاء العملية الجراحية بسلام .. وبقت فترة النقاهة التي «تجودت» عليه المستشفى بالبقاء بها لحين التماثل التام للشفاء .. وجاء اليوم الذي لامفر منه… يوم خروجه من المستشفى .. أين يذهب؟ إلى أي اتجاه يعود … ولحرص القائمين على أمر المستشفى حرروا بلاغاً للشرطة بأن المذكور قد أكمل علاجه وعليه التصرف في أمره .. وبدأ سلسة أخرى من النداءات ولعل وعسى..

آخر الكلام:بطاقة صغيرة تضعها في جيبك تدفع عنك بلاءاً.. ربما تهبك استمرارية الحياة .. ودمتم

سياج – آخر لحظة – 22/9/2010
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version