الموت.. الموت

[ALIGN=CENTER]الموت.. الموت [/ALIGN] مر هذا الأسبوع مترعاً بالحزن.. حالات رحيل جماعي متتالية.. هنا وهناك والجامع بينها عدم الاهتمام بتفاصيل السلامة واستسهال الموت المر.. لا أدري هل هو التهاون في التدقيق في إجراءات السلامة أم التعامل مع الوسائل والطرق بسذاجة أكثر من اللازم.. عبّارة تودي بحياة نفركريم بكل بساطة.. لم يكن واحد من بين هؤلاء العابرين يرتدي طوقاً للنجاة «إن كان ذلك الطوق موجوداً أصلاً» والأصل أن يكون الراكب مستعداً للطوارئ حيث كان لزاماً توفير أطواق النجاة في العبّارة كأحد شروط عملها على النيل.. أذكر أننا في رحلة بيوغندا «القريبة» كنا مجموعة طلبة ماجستير صحة الحيوان في المناطق المدارية قد تكررت رحلاتنا الترفيهية على المياه هناك والشاهد أن الطوق أول ما نلزم به لندخل إلى عرض المياه.. لأن إجراءً بسيطاً مثل هذا يفتح الاحتمالات الكبيرة للنجاة أن وقع قدر لا قدر الله.. مع الحرص الفردي على تفادي بعض الرحلات كحالة خوف شخصي حرصاً على الحياة الممتعة.. الهبة الربانية.. وأرى أننا في السودان ننظر لمعدات السلامة بشئ من التعالي «فالموت واحد.. والموت وسط الجماعة عرس و… و…» ولكنه عرس حزين مؤلم.. ومركبات على الطرق السريع تسلب من الاجساد أرواحها وتغلق أبواب (عوائل) بالضبة والمفتاح لأنه ببساطة كل الأسرة عبرت إلى الدار الآخرة في حادث مؤلم.. حتى هذا المؤلم قد اعتادت عليه الأذن السودانية ولأننا لا نلقي بالاً لعدم تكرار مثل هذا العبور الجماعي تظل الطرق والحوادث عندنا باباً لولوج العالم الآخر.. ولا نندهش كثيراً فتتبادرنا عبارة ( فلان يا حليلو قبل شوية كان معانا.. دنيا) .. فإن وقع الحادث في الطريق لا نحاول تسويته أو توعية «سائقي المركبات العامة» لتفادي ذات الأخطاء القاتلة ولأننا الأكثر إيماناً من بين الكثيرين نعلق الأخطاء الماثلة ونقول إنها حتمية القدر.. وهكذا يحتمل القدر السوداني.. أخطاء البشر السوداني..

آخرالكلام..

رحم الله استاذنا الراحل «حسن ساتي» الذي دائماً ما كنا يصم مثل هذه الحالات بعبارة «الموت سمبلا».. ومن الآن علينا أن نحتاط في حدود المطلوب مع الايمان بالقدر خيره وشره.. فقط عزيزي القارئ تشهّد قبل دخولك المركبة العامة.. دمتم.

سياج – آخر لحظة – 21/9/2010
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version