ثورة الشباب في “فكر وفن”

[ALIGN=CENTER]ثورة الشباب في “فكر وفن” [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* مجلة “فكر وفن” إحدى الدوريات الثقافية الألمانية التي لم أغب عن متابعتها منذ أيام الصحافة الأولى، وقد بلغت من العمر الآن 45 عاماً والعدد الأخير الذي حرضني على الكتابة اليوم هو العدد (88).
* “فكر وفن” درجت في الآونة الأخيرة على تخصيص عدد كامل من اعدادها لموضوع واحد كما حدث في العدد 86 الذي خُصص لموضوع “الحب” حاولت المجلة الاجابة على السؤال الصعب: ماهو الحب؟ وكان عدداً متميزاً خلص إلى أن الحب يختلف من زمان إلى زمان ومن ثقافة إلى أخرى ومن دين لآخر ومن شخص لآخر.
* أما العدد (88) الذي نحن بصدد الكلام عنه فقد خُصص لتاريخ كدنا ان ننساه في زحمة الأحداث الجارية رغم أنه شغل الدنيا في ذلك الوقت والقى بظلاله الايجابية والسالبة على كثير من النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم في ذلك الوقت.
* خصصت “فكر وفن” هذا العدد لما كنا نطلق عليه حينها الاحتجاجات الطلابية أو ثورة الشباب عام 1986 أي قبل اربعين عاماً من الآن وكان عام 68 غنياً بالأحداث السياسية وقد أثرت حركة الطلاب والشباب الاحتجاجية على الإنسانية ومهدت الطريق لانهيار سطوة الايديولوجيات السياسية.
* رغم ان الاحتجاجات الطلابية والشبابية كانت بصورة أوضح في العالم الغربي خاصة في فرنسا وألمانيا ولكنها أثرت بشكل ما على الحركات الطلابية والشبابية في أنحاء العالم ولم يسلم عالمنا المحيط بنا منها وكان أهم أهدافها أنها ترمي لتغيير نمط الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية القائم، ولكن كيف؟..لم تكن هناك اجابة واضحة.
* المهم ان الاحتجاجات الطلابية والشبابية أفرزت في مجتمعاتنا ما اطلقنا عليه حينها “جيل الرفض”، ولكنه أيضاً كان رفضاً سلبياً يهدف للتغيير من أجل التغيير وكانت له آثار سالبة في الحياة الاجتماعية حتى في بلادنا.
* كان لهذه الحركات الطلابية والشبابية مردودها الظاهر في ساحة الآداب والفنون ودفعت بدماء جديدة في مسيرة الحداثة والعلمانية كما كانت قوة دافعة للمد المعادي للغرب وأمريكا بعد هزيمة العرب أمام إسرائيل 1967م.
* لا يمكن في هذه المساحة تقييم آثار الاحتجاجات الطلابية والشبابية التي اجتاحت شباب العالم في ذلك العام قبل أربعين عاماً ولكن تظل مثل هذه الأحداث علامات فارقة في تاريخ الاجتماع والعمران البشري.
* شكراً لمجلة “فكر وفن” التي مازالت تحتفظ بألقها القديم، والشكر موصول للصديق وجيه وليم بالمركز الثقافي الألماني (معهد جوتة) الذي كان يمدنا بهذه المجلة بانتظام قبل ان تتولى السيدة سميحة اسحق إدارة الصحافة والإعلام بالسفارة الألمانية وتواصل مدنا بها.
* ورمضان كريم

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1008 – 2008-09-04 [/ALIGN]

Exit mobile version