[JUSTIFY]وصف الرئيس عمر البشير، المنظمات الأجنبية العاملة في جنوب كردفان والنيل الأزرق بـ (المشبوهة)، وعدّ الإغاثة التي تقدمها بأنها (ملغومة)، وقال لدى مخاطبته الدورة (24) لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية بالخرطوم أمس: نشكر منظمة الدعوة الإسلامية لمختلف جهودها خاصة إعانتها أهلنا بجنوب كردفان والنيل الأزرق بدلاً عن الإغاثة الملغومة التي كانت تدفع بها المنظمات المشبوهة مُستغلةً حاجة النازحين، وزاد: قرار السودان بطرد تلك المنظمات نزل برداً وسلاماً على أهل تلك المناطق. وجدد البشير رفضه للضغوط التي تُمَارس على السودان – في إشارةٍ للمجتمع الدولي – ودعا للإفادة من التجارب والتحديات، وقال: (كالوا لنا الحصار والتضييق في محاولة لتغيير طريقنا، لكننا لن نَتّبع مِلّتهم، فثقتنا بالله عالية وإيماننا به عمي، ونرفض الدنية، ونحن الأعلون، ومهما يكن من تحديات فلا سبيل إلاّ التغلب عليه، وقد عَلّمتنا التجربة أن الله يخلق وراء كل أزمة باباً للفرج).وفي السياق، أكد الرئيس البشير بأن الدعوة الإسلامية من الواجبات المفروضة على الأفراد والجماعات والحكومات وخصّ بالإشارة من نذروا أنفسهم لها، وقال: (برغم ما شهدته أفريقيا من وقائع ومُتغيِّرات، إلاّ أن الإسلام ظل ثابتاً لا يَتغيّر، لأنه دين شامل تستقيم به الحياة الاجتماعية ويعلو به شأن الأمة، وبرغم الآلة الإعلامية المشوهة إلاّ أنّ الأرض على اتساعها لا تكاد تخلو من مسلم). إلى ذلك، انتهت أمس جولة المفاوضات بين الخرطوم وجوبا بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، في أعقاب (5) أيام من الحوار تطرّقت خلاله لكل الملفات العالقة عدا ملف أبيي، متبعة نهج المشاورات غير المباشرة عبر الوساطة الأفريقية. ورَجّحت مصادر مطلعة، أن تبدأ الجولة المقبلة بمقترح توفيقي من الوساطة بشأن تصدير النفط يزاوج بين مجمل المقترحات والردود التي طرحها الوفدان. ورغماً عن توقعات بعض المراقبين قياساً على التوترات بين البلدين، التي سبقت الجولة، حققت الجولة بحسب المصادر تقدماً سيما وأنها تطرقت لكل الملفات، وعدت المصادر التزام الطرفين ببرنامج التفاوض ودخولهما في نقاش المقترحات التي تدفع بها الوساطة، مؤشراً على رغبة في الوصول إلى حل، وقالت إن الخرطوم دخلت الجولة الحالية وهي (ليست في عَجلةٍ من أمرها) بعد أن أغلقت دولة الجنوب نفطها، في وقتٍ شرعت فيه الحكومة لوضع ترتيبات المعالجة البديلة لتقليل الأثر الاقتصادي السلبي، ولفتت المصادر إلى أن المعالجات قطعت شوطاً بعيداً، وبدت تؤتى ثمارها، وعبّرت عن أسفها لقرار دولة الجنوب الأخير، وأكدت أنها المتضرر الأول من القرار، ودعت واشنطن لاستغلال علاقاتها الطيبة مع دولة الجنوب وتقديم النصح لها بأن تَتَصَرّف كدولة مسؤولة. ومن المقرر أن يعود وفد السودان فجر اليوم. وكان نيال دينق وزير خارجية جنوب السودان، قال على هامش المفاوضات: (الهوة ما زالت هائلة ولا أعرف إن كان يمكن ردمها)، غير أنه استدرك بالقول: (اذا توصلنا الى اتفاق جيد فنحن مستعدون لاستئناف ضخ النفط). وفي غضون ذلك، حمّل ديفيد ديل جال، الأمين العام لحزب جبهة الإنقاذ الديمقراطية المتحدة، الحركة الشعبية مسؤولية تعثر مفاوضات أديس أبابا حول النفط، وشدد على عدم رغبة وفد جوبا اتخاذ خطوة ايجابية تسهم في إيجاد حلول توافقية ترضي الطرفين.[/JUSTIFY]