تقرير أمريكي مثير .. المارينز يقتربون من السودان

[JUSTIFY]المارينز فى وسط إفريقيا.. خطوات بأكثر من اتجاه

طرح تقرير حديث بموقع (بلاك أجندة) المهتم بتحليل السياسة الأمريكية وتوجهاتها الخارجية وما تحمله مواقفها المتشددة والمتقلبة في أحيان أخرى بشأن القضايا الدولية من أجندة خفية تساؤلات عديدة حول أهداف القوات الأمريكية الخاصة بأفريقيا وما تخفيه تحت القبعات الخضراء من أجندة؟ وهل لجأت الولايات المتحدة والدول الأوربية مؤخرا لاستخدام القوة لتعزيز مصالحها الاقتصادية واستعادة أراضيها التي فقدتها منذ أن وطئت الصين بأقدامها أراضي القارة السمراء.

العم سام والتنين.. حالة التحام غير مباشر تساءل الكاتب الصحفي براديو بلاك أجندة قلين فورد بشكل لا يخلو من السخرية عن مدى مصداقية الفكرة التي طرحتها الولايات المتحدة بشأن اختيارها لمائة من نخبة القوات الأمريكية الخاصة ليركضوا في أحراش القارة الأفريقية خلف ما تبقى من جنود جيش الرب، مشيرا إلى أن الهدف الحقيقي لإرسال الولايات المتحدة لهذه القوات هو دولة جنوب السودان حيث تقوم الولايات المتحدة بتمهيد الطريق لحرب بالوكالة مع الصين حول النفط الأفريقي، لافتا إلى أن تواجد القوات ذات القبعات الخضراء بوسط أفريقيا هو من أجل التنسيق لعمليات عسكرية من قبل بعض الدول بشمال أفريقيا التي وصفها بالعمالة لصالح الولايات المتحدة- ، مشيرا الى أن الولايات المتحدة وأوربا لم تعد المنافس الاقتصادي للصين بأفريقيا ويجب أن تلجأ حاليا لاستخدام القوة من خلال الجيوش الأفريقية التي تحركها الولايات المتحدة كالدمى – على حد تعبيره – لخدمة المصالح الأمريكية.
وفى السياق قال قلين فورد إن أهداف الولايات المتحدة صارت جلية في هذا الشأن فبالرجوع لأكتوبر من العام الماضي فسرت الإدارة الأمريكية إرسالها لذوي القبعات الخضراء لمساعدة دولة يوغندا وجمهورية الكنغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى ودولة الجنوب الوليدة في مطاردة فلول جيش الرب للمقاومة والتي عرفت بقتلها للمدنيين ولكن بالتأمل في المشهد فإن قوات جيش الرب لم يتبقَّ منها سوى بضع مئات من المقاتلين المتناثرين والذين لا يشكلون أي تهديد لأي حكومة في المنطقة، مضيفا أن أوباما استخدم عددا كبيرا من القوات الخاصة لإعطاء مهمته العسكرية عباءة الإنسانية فقواته تتعقب الأشرار في أدغال أفريقيا الذين يهددون المدنيين في الوقت الذي ترنو فيه البعثة بطرفها لهدف أكبر من ذلك بكثير، مضيفا أن الهدف الحقيقي للبعثة هو دولة الجنوب حيث تمهد الولايات المتحدة الطريق لحرب بالوكالة مع الصين حول النفط واستهدف السودان من قبل إدارتي بوش وأوباما لتغيير النظام به ويملك السودان ثروة نفطية يقع معظمها على الحدود بين دولتي السودان وتسيطر على إنتاجه شركات النفط الصينية، ففي يوليو الماضي انفصلت دولة الجنوب من شريكها دولة الشمال عقب حروب طاحنة امتدت لعقدين من الزمان لم تدخر فيهما الولايات المتحدة وأوربا وإسرائيل جهدا في تسليح وتمويل حليفها الجنوب- الدولة الوليدة التي تعتبر الأقل نموا في العالم وتطحنها الحروب الأهلية والعرقية التي شردت الآلاف وتعاني من الانقسامات الداخلية الفوضى التي تعتبر البيئة الأمثل التي تفضلها الولايات المتحدة لإقامة النظام الذي ينفذ أجندتها في المنطقة. زعازع ونوازع وأشار الكاتب الصحفي قلين فورد الى أن وجهة النظر هذه أيدها الكاتب الأمريكي الذي يطلق على نفسه الصحفي الغربي الوحيد المستقل توماس ماونتين الذي تحدث عن خطة أمريكية لزعزعة استقرار السودان، وأشار ماونتين في مقاله الى سعي الولايات المتحدة للسيطرة على النفط بالسودان وتقليص الوجود الصيني متخذة في سبيل ذلك وسائل عديدة من بينها إشعال فتيل الحرب بين الشمال والجنوب، واعتبر الكاتب توماس ماونتين أن الصراع القبلي بالجنوب وفرار الآلاف من مناطقهم جميعها مؤشرات لوجود خطة أمريكية لزعزعة استقرار السودان، مضيفا أن الخطة بدأت بدفع الولايات المتحدة لرواتب جنود الجيش الشعبي والتي قدرت بأكثر من (100) ألف دولار خلال العام الماضي (فقط) وتساءل الكاتب عن حقيقة استقلال دولة تدفع رواتب جنودها من قبل قوى أجنبية والى من تتبع إدارة الجيش في هذه الحالة الى دولة الجنوب أم القوى الأجنبية المسئولة عن دفع رواتبه – في إشارة لأمريكا، مشيرا لتدفق الآلاف من قوات حفظ السلام لدولة الجنوب وجميع هذه القوات تقريبا هي جزء من الجيش الأثيوبي الذي كان يعمل على مكافحة التمرد واتهم بعمليات إبادة جماعية في إقليم أوغادين بجنوب شرق أثيوبيا، لافتا لأن الجيش الأثيوبي هاجم الصومال عدة مرات تنفيذا لرغبة الولايات المتحدة وقبلها بست سنوات أرتريا، وقال الكاتب إن تفكك الجنوب غير مستغرب في ظل هذه الظروف، مضيفا أن أوباما أصدر قراره الأخير بشأن عزم البيت الأبيض على بيع الأسلحة المتقدمة للجيش الشعبي في الوقت الذي يموت فيه مئات الأطفال يوميا بالجنوب بسبب نقص الماء الصالح للشرب ونقص الغذاء والمأوى والرعاية الصحية وما الى ذلك من مقومات الحياة فأمريكا ترغب في مد الجيش الشعبي بالمقاتلات والقاذفات فهي ترغب في رؤية الشعب السوداني يقتل بعضه، معتبرا أن النفط هو السبب الرئيسي الذي تسعى خلفه الولايات المتحدة والتي تخطط بمساعدة الأمم المتحدة على نشر (10) آلاف من القوات الأثيوبية تحت غطاء قوات حفظ السلام في منطقة أبيي وحول حقول النفط بها للسيطرة عليها مستقبلا، معتبرا أن أثيوبيا هي القوى المحلية التي تستخدمها الولايات المتحدة لتنفيذ أجندتها في منطقة شرق أفريقيا وهي الآلية التي تسعى بها أمريكا للسيطرة على حقول النفط بمنطقة أبيي، فالولايات المتحدة ترغب في الحد من سيطرة الصين على النفط السوداني وتعمل على تحفيز النزاعات القبلية بالجنوب وكذلك الحرب بين الشمال والجنوب لتستغل الفرصة تحت هذا الغطاء لضرب أنابيب البترول بالشمال فتكون قد حققت هدفين بذلك؛ الأول الحد من سيطرة الصين على قطاع النفط ووقف تصدير البترول حتى تتمكن من فرض مزيد من الشروط والضغوط على حكومة البشير التي تكون قد عجزت عن تلبية متطلبات شعبها، وبحسب الكاتب فإن تصريحات من قبل مسئولين جنوبيين أشارت الى أن الولايات المتحدة أبلغتهم بأنهم لن يحتاجوا لعائدات النفط من أجل البقاء وأنهم يمكنهم الاعتماد على المساعدات الغربية في الوقت الحالي، وبدأت الأشياء تتضح حاليا فالغرب دعم انفصال الجنوب الذي تحول الى كابوس بالنسبة لشعب السودان ولا عجب في أن تسلح أمريكا حاليا الجيش الشعبي الذي مولته سابقا، الشيء الذي يجب توقعه هو استمرار إدارة الأزمات السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في تعاملها مع دولة الجنوب سياسة خلق الأزمة ومن ثم إدارة القتل والفوضى جميع ذلك للاستفادة من استغلال ثروات الجنوب وتنفيذ أجندتها الخفية.
واعتبر فورد أن كل من دولة الجنوب وأثيوبيا ويوغندا وكينيا والكنغو وجمهورية أفريقيا الوسطى جميعها دول عميلة للولايات المتحدة تنفذ من خلالها أجندتها بأفريقيا فهي في حاجة لوجود قواتها الخاصة في المكان المناسب لتنسيق جهودها مع الجيوش الأفريقية التي تتحرك وفقا لرغبة الولايات المتحدة ومصالحها، لافتا لأن ذوي القبعات الخضراء في أفريقيا ليسوا من أجل مطاردة قوات جيش الرب ولكن من أجل السيطرة على الموارد
الجيش الأمريكي فى افريقيا.. مطاردة الأشباح

تقرير: خالد احمد

حملت الأخبار نهاية العام الماضي أن الرئيس الامريكي باراك اوباما قد شرع في إصدار قرار قضى بإرسال نحو «100» عسكري أمريكي إلى وسط إفريقيا لدعم القوات الحكومية في تلك الدول التي تقاتل متمردي جماعة جيش الرب وأوضح أوباما أن أولئك الجنود سيعملون مدربين ومستشارين في جهود تعقب الزعيم المتمرد جوزيف كوني، ولن يشاركوا في أعمال قتالية إلا دفاعاً عن النفس. وفي رسالة إلى الكونغرس قال أوباما إن أول قوات أمريكية وصلت إلى أوغندا يوم الأربعاء الماضي، وسيتم نشرها بجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكنغو الديمقراطية وسارع المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير بالإشادة بهذا القرار والانتشار، قائلاً أي دعم لمهاجمة جيش الرب للمقاومة هو مبادرة جيدة”..
قلق التواجد
جيش الرب بزعامة جوزيف كوني الذي يقاتل الحكومة اليوغندية وتتحرك قواته بين جنوب السودان ويوغندا يشكل مصدر قلق للكثير من الدول الافريقية خاصة وان عملياته العسكرية تتسم بالقسوة بجانب استهداف المدنيين لذلك تدخلت القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وهي خطوة يعتبرها البعض فرصة انتهزتها امريكا لتضع قوة عسكرية لها في دولة جنوب السودان الوليدة خاصة وأنها دولة قيد الإنشاء وتربطها علاقة حميمة مع امريكا التي بهذا التدخل العسكري المحدود تكون قد تلمست طريقها نحو دولة الجنوب من الناحية العسكرية خاصة وأنها منذ فترة كانت تبحث عن هذا الأمر بعد أن فشلت في إقناع الدول الافريقية في استضافة قاعدتها العسكرية.
فيما يقول الخبير العسكري العميد (م) عبد المجيد رزق لـ(السوداني) إن تواجد عسكري امريكي في دولة الجنوب بجانب التواجد الاسرائيلي يشكل تهديدا حقيقيا لدولة السودان خاصة في حالة نشوب نزاع مسلح بين البلدين لأن هذه القوى الكبرى ستنحاز وتدعم دولة الجنوب مقابل الشمال خاصة وأن هذه الدول لديها تفوق عسكري وسياسي وتريد حكومة الجنوب الاستفادة من هذه القوى على الارض لحل خلافاتها مع الشمال خاصة في قضية الحدود.

الحكومة بالخرطوم كان لابد أن تشعر بالقلق من تواجد “مارينز امريكي” على بعد أمتار من أراضيها خاصة واذا تمكن هذا الوجود الامريكي العسكري قد يمتد للشريط الحدودي الطويل بين دولتي الشمال والجنوب خاصة وأن الأخيرة تبحث عن صديق قوي تستقوي به في هذه الفترة التي لم تنته فيها حل كافة القضايا العالقة مع الشمال خاصة قضية الحدود بجانب منطقة أبيي ومن أجل هذه الحماية كانت قد طلبت من الأمم المتحدة في وقت سابق أن تأتي لدولة الجنوب وترسل بعثة عسكرية لتأمين الحدود بينها والشمال.
وتزداد حدة التوتر شمالا كلما ازداد التواجد العسكري الدولي في دولة الجنوب لأن الجنوب يعتبر العمق الاستراتيجي للشمال خاصة وأن هذه القوات التي تأتي تنبع من دولة معادية لحكومة الخرطوم بجانب عدم معرفة ماسيجلبه المستقبل في شكل العلاقة المتذبذبة بين دولة الشمال والجنوب التي قد تؤدي الى نشوب نزاع مسلح بين البلدين خاصة في قضية الحدود ومنطقة أبيي التي على الرغم من زيارة رئيس حكومة الجنوب للخرطوم في الأيام الماضية إلا أنها لم تسفر عن التوصل بشكل واضح لحل لهذه القضايا الشائكة بجانب وجود نزاعات مسلحة في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان تجاور الجنوب وتتهم الخرطوم جوبا بدعم هذه الاحتجاجات العسكرية وتطالب بوقف هذا الدعم.

إسرائيل تنتظر التواجد الأمريكي على أراضي دولة الجنوب ليس مصدر القلق الوحيد ولكن الانتشار الاسرائيلي في الجنوب يشكل قلقا ليس على السودان فحسب بل امتد حتى الدول العربية وخاصة مصر التي تقود معركة خفية مع اسرائيل وبعض دول منابع نهر النيل حول المياه لذلك سعت اسرائيل الى حجز مقعد متقدم في العلاقة مع جوبا وأسرعت الى التطبيع الدبلوماسي مع الجنوب بجانب السعي لتقديم الدعم الاقتصادي خاصة في مجال البنية التحتية وقالت صحيفة الانتباهة إن جمهورية جنوب السودان تسعى إلى إنشاء خزان لتوليد الطاقة الكهربائية بمنطقة نمولي بتمويل خاص من تل أبيب، فيما حدد خبراء إسرائيليون فترة تقدر بشهرين لدخول المحطة حيز التشغيل الفعلي بجانب بدء مستثمرين إسرائيليين العمل في محطة لتنقية المياه تقع ما بين النيل الأزرق ودولة إثيوبيا على حدود جنوب السودان. بجانب ذلك تم الاتفاق على تقديم دعم عسكري لبناء ثكنات لقوات الحدود ومستشفيات عسكرية، وإنشاء مركز بحوث للألغام في جوبا، وإقامة قاعدة جوية في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، بغية تدريب الطيارين الحربيين الجنوبيين.

حكومة الجنوب يمكن أن ترد على هذا الأمر بأنها دولة ذات سيادة وتقيم علاقتها وفق مصالح شعبها إلا أن مثل هذا الحدث سيكون واقعه مختلفا في الخرطوم التي تتحسس من التواجد الامريكي ناهيك عن التواجد الاسرائيلي في تلك المنطقة .
والمدهش في الأمر أن الأمريكان والإسرائيليين ليسوا وحدهم فالروس أيضا دخلوا الصراع حيث قالت الأخبار إن وفداً من الوكالة الروسية للصادرات العسكرية التقى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في جوبا وناقش معه مجموعة واسعة من أوجه التعاون العسكري بين جوبا وموسكو.
ويقول المحلل السياسي د . حسن حاج علي لـ(السوداني) إن حكومة الجنوب في حاجة لحليف استراتيجي دولي وبالتحديد الولايات المتحدة خاصة وأن الأخيرة قد ازداد اهتمامها بهذه المنطقة لمنافسة التمدد الصيني فيها وأشار خلال ورقة حول التداعيات السياسية للانفصال إلى أن العلاقة بين الشمال والجنوب ستتجه للتعاون في المستقبل لأن المصالح تجبرهم على ذلك.[/JUSTIFY]

تقرير: سحر أحمد
صحيفة السوداني

Exit mobile version