وفي أول كلمة رئيسية لها بشأن روسيا منذ هجومها العسكري على جورجيا الشهر الماضي قالت رايس ان موسكو اتخذت “منعطفا أسود” جعل مكانتها الدولية أسوأ مما كانت عليه في أي وقت منذ عام 1991 حينما خرجت من سقوط الاتحاد السوفيتي.
وقالت رايس -وهي خبيرة سابقة بالشؤون السوفيتية- ان الغزو الروسي لجورجيا كان جزءا من “نمط متدهور للسلوك” شمل استخدام النفط والغاز الطبيعي سلاحا سياسيا وتعليق العمل بالمعاهدة الخاصة بالقوات التقليدية في اوروبا والتهديد باستهداف دول آمنة بالاسلحة النووية.
وقالت في كلمتها امام صندوق مارشال الالماني يوم الخميس “الصورة التي تظهر من هذا النمط للسلوك هو نمط روسيا التي اصبحت مستبدة بدرجة متزايدة في الداخل وعدوانية في الخارج.”
وقالت رايس انه يتعين على الولايات المتحدة واوروبا عدم السماح “للعدوان” على حكومة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بأن يحقق أي فوائد “لا في جورجيا ولا أي مكان اخر.”
وقالت “وهدفنا الاستراتيجي الان هو ان نوضح لزعماء روسيا ان خياراتهم تضع روسيا في طريق له اتجاه واحد يقود الى عزلة ذاتية وتهميش دولي.”
وكانت موسكو قد لقيت تنديدا دوليا لارسالها قوات الى جورجيا في الشهر الماضي لاحباط محاولات تفليس استعادة اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي المؤيد لروسيا. واعترفت موسكو في وقت لاحق باوسيتيا الجنوبية واقليم متمرد اخر هو ابخازيا على انهما دولتان مستقلتان. ويوم الاربعاء وقعت معاهدات لحمايتهما من اي هجوم جورجي.
وقال الكرملين ان عليه التزاما أدبيا بالدفاع عن المنطقتين مما سماه “الابادة الجماعية” من جانب جيش جورجيا لكن بعض المحللين السياسيين قالوا ان أفعال روسيا تزيد من خطر ان تحاول موسكو ممارسة مزيد من النفوذ على مناطق اخرى سوفيتية سابقا ولاسيما اوكرانيا.
ورفضت رايس فكرة فرض “نطاق نفوذ” روسي على جيرانها وعبرت عن الامل ان يتغلب القادة الروس على “حنينهم الى الماضي.”
واضافت “الولايات المتحدة واوروبا يجب ان تقف في وجه هذا النوع من السلوك وكل من يدافعون عنه.”
وسخرت من ارسال موسكو في الاونة الاخيرة قاذفات قنابل الى فنزيلا خصم الولايات المتحدة.
واضافت ان سلوك روسيا يعرض للخطر مشاركتها في عدد من المؤسسات الدبلوماسية والاقتصادية والامنية العالمية ومن بينها مجموعة الثمانية للدول الصناعية الكبرى وينذر بافساد جهود موسكو للانضمام الى منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وقالت رايس التي حادثت وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هاتفيا لتبلغه انها ستلقي الكلمة ان الباب مازال مفتوحا امام جورجيا واوكرانيا للانضمام في نهاية المطاف الى حلف شمال الاطلسي.
وفي لندن استخدم وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس لهجة أقل انتقادا حينما سئل هل ينبغي لحلف الاطلسي ان يغير موقفه الخاص بالعمليات نحو روسيا بسبب الاحداث في جورجيا.
وقال جيتس “أعتقد انه يجب علينا ان نمضي مع بعض الحذر لان هناك فيما يبدو واضحا طائفة متنوعة من وجهات النظر في الحلف بشأن كيف ينبغي ان نتصرف … من بعض اصدقائنا في شرق اوروبا ودول البلطيق الى بعض الدول في غرب اوروبا.” [/ALIGN]