قير تور

الأمنية..!!.

[ALIGN=CENTER]الأمنية..!!. [/ALIGN] في طريق عام يربط بين قريتين من القرى القديمة في زمن بعيد ،مر رجل كان في طريقه إلى أهل زوجته القاطنين القرية الأخرى.وأثناء سيره لاحظ ثعبانين يتعاركان واستنبط من خلال لحظات شدة قتالهما ، وقرر في نفسه فض عراكهما بأي وسيلة فأمسك بعكاز له ثم وقف بينهما يضرب كل واحد منهما حتى ابتعدا عن بعضهما وهما متفاجئان من الضرب. وعندما فاقا وجداه يقف حائلاً بينهما فتعجبا أن يكون هذا إنساناً حقيقياً ولم يستأنفا القتال بل هتفا محدثانه سائلين:”من أنت؟”.فذكر اسمه ،فسألاه من أين أتى وإلى أين يريد الذهاب ولماذا فعل ذلك؟.أجاب الرجل على أسئلتهما.عنده أظهرا هدوءاً في الحركة والكلام وقالا له :”نعم فأنت فعلاً غريب عن قريتنا هذه وإلا ما كنت تدخلت بيننا لتوقف عراكنا الذي استمر لسنوات طويلة.نحن لا نتوقف عن العراك إلا وكلاً منا يبحث عن حاجة له ثم نعاود المعركة مرة أخرى ،وبما أنك قد أتيت لتوقف القتال بيننا اليوم فنحن لن نتعارك مرة أخرى.ونتيجة فعلك هذا فنحن نريد مكافأتك على ذلك والمكافأة تطلبها أنت فأي أمنية أو مطلب تسأله منا علينا تنفيذه لك”.
كان الرجل مندهشاً منذ البداية عندما تحدث إليه ثعبانان زاحفان وازدادت الدهشة أكثر عندما كلمانه ولذا فقد سكت برهة ثم قال بأن أمنيته هو أن يكون قادراً على سماع لغة الحيوانات كبيرها وصغيرها.سكت الثعبانان ثم طلبا منه التفكير في ما يقول وهل هذه الأمنية أفضل ما يطلب فأكد على طلبه… عنده قالا له :”لك ما طلبت…. لكن هناك شرط واحد عليك الالتزام به هو يوم تخبر إنساناً آخر بأنك تسمع حديث الحيوانات فإنك سوف تموت لحظتها “.وافق الرجل على الشرط وفارقهما ماضياً إلى مقصده.
لم تكن الأسرة أو العناقريب قد تم اختراعها وقتها ولذا فقد كانت الجلود هي المفارش التي تفرش على الأرض ليجلس عليها الناس.وفي المنزل المقصود جلس الضيف على ناحية من المجلس وعلى مفرش آخر منفصل عنه جلست والدة زوجته وكان الوقت ليلاً.وأثناء حديثهما انتبه الرجل إلى حديث يدور بين نملتين تضحكان وتقول إحداهما للأخرى :”علينا الابتعاد يا أختي فقد قرصتها بشدة ولذا فهي تحك نفسها”… وكانت المقصودة هي والدة زوجة ضيفنا التي كانت تحاول إخفاء ما حدث لها …. لكن الرجل الذي استمع إلى ما قالت النملة ضحك.انتبهت السيدة للضحكة فسألته ماذا يضحكه؟.عنده انتبه الرجل إلى ما حدث فحاول التبرير بأنه تذكر شيئاً مضحكاً الآن.قالت السيدة لا فهذا ليس مضحكاً ولابد أن يكون هناك سر وراء تلك الضحكة وإلا فليخبرها بما جعله يضحك فعلاً… وفي كل مرة يحاول التبرير لم يقدر على إقناع والدة زوجته.
عندما يئس من إقناعها وخاصة بعد انتصاف الليل وتجمع الناس حولهما وهم يستمعون لهما ، قال الرجل بأن الشيء الذي جعله يضحك لا يمكنه قوله لها وإلا مات.فرفضت السيدة تصديق ما يقول وقال هذا هراء…. المهم تجمع الناس وعنده قال الرجل ما حدث وبعده سقط ميتاً.وقالت السيدة ليتها لم تسأله السبب في ضحكه.

· القصة من تراث الدينكا.

لويل كودو – السوداني
8/ 9/ 2010م
grtrong@hotmail.com

‫2 تعليقات

  1. الأستاذ قير

    تحياتي

    وأنت إبن الجنوب المثقف الواعي والمدرك لمخاطر المرحلة المقبلة والمتمثلة في عملية الإستفتاء حول مصير السوادان هل يبقى دولة واحدة موحدة لجميع أبنائه أم سيتم الإنفصال بين شطري البلد الواحد لذا لماذا لا تحدثنا حول هذه القضية الهامة والمؤثرة يشكل كبير في مصير آمة بحالها وشعب عاش زمنا طويلاً متحداً لا سيما وقد قربت تلك المرحلة فهلا عرجت للحديث في هذه القضية .

    تحياتي وإحترامي لشخصك الخلوق .

  2. يا ود البلد أستاذ قير.. كتب ما بين السطور هذ الأمنية القاتلة..

    إنها أمنية الإنفصال لنفر من الجنوبيين…. وقد تكون لنفر آخر من الشماليين..

    نعم والله إنها أمنية قاتلة… ستقتل شعب.. ووطن..

    كم أتمنى أن أصحو صباحاً وأجد أن دوامة نيفاشا مجرد كابوس عابر..

    هذا ما فهمناه من كتابات الأخ لويل كودو السوداني..