خبراء: لقد تم نزع فتيل حرب كان يمكن أن تشتعل بين البلدين في أي وقت

أكد استراتيجيون وخبراء أمنيون أن الاتفاق الأمني الذي تم توقيعه بين السودان وحكومة دولة جنوب السودان قد نزع فتيل حرب كان يمكن أن تشتعل بين البلدين في أي وقت، ووصفوا الاتفاق بأنه يعد مدخلا أساسيا لحل بقية القضايا العالقة بين الطرفين، لكنهم في نفس الوقت حذروا من أن الاتفاق قد لا يصمد طويلا بسبب عدة عوامل.

وكانت السودان ودولة الجنوب قد وقعتا على اتفاقية أمنية بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا أمس الجمعة في ظل توتر أمني كاد أن يزج بالبلدين في حرب جديدة.

وفي حديث خاص لـ”العربية.نت” حول هذا الاتفاق قال اللواء محمد العباس الأمين الخبير العسكري والأمني إن العلاقة بين البلدين كانت غاية في التوتر، وكان من الممكن أن تفضي إلى حرب.

وأشار العباس إلى أن هذه الاتفاقية ستساعد كثيرا في الاستقرار بين البلدين، خاصة وأن حكومة الجنوب لديها مشاكل عديدة وعميقة، مشيراً إلى أن هناك اختلافات على الحدود، إضافة إلى مشاكل متوقعة في أبيي، وكذلك النزاع المتعلق بالبترول.

وشدد الخبير الأمني على أن المشكلة الأساسية التي تواجه حكومة الجنوب الآن هي العلاقة بين الجنوبين أنفسهم والمشاكل القبلية خاصة بين قبيلتي الدينكا والنوير، وكذلك مسألة المليشيات المسلحة الموجودة في الجنوب.
اتفاقية “عدم اعتداء”

من جهته، أكد رئيس تحرير صحيفة “الانتباهة” السودانية الصادق الرزيقي في تصريح لـ”العربية.نت” أن هذه الاتفاقية عبرت عن حاجة البلدين للأمن ولضبط الحدود المشتركة وإلى مراجعة علاقة كل طرف من الأطراف بمعارضي الدولة الأخرى.

وقال الرزيقي إنه، ونسبة لطول الحدود بين الدولتين التي تزيد عن ألفي كيلومتر، كان لابد من إيجاد حل لهذه المعضلة، ولذلك فإن هناك حاجة متبادلة لحسم هذه القضة.

وأكد الزريقي أن هذه الاتفاقية يمكن أن تمثل مدخلا جيدا لحل القضايا العالقة الأخرى بين البلدين، لأنه إذا حسم الملف الأمني ستبنى ثقة جديدة بين الطرفين، لكن الرزيقي أوضح أنه من الصعب جدا أن يصمد هذا الاتفاق الآن نسبة لوجود عوامل كثيرة تشير إلى عدم قدرة هذا الاتفاق أن يقف على رجليه .

وأشار الخبير الاستراتيجي الدكتور مضوي الترابي لـ”العربية.نت” أن الاتفاق الأمني الذي تم توقيعه بين الشمال والجنوب من حيث المبدأ يمكن أن ينزع فتيل الازمة، مشيرا الى وجود اخبار متواترة من القيادة العسكرية السودانية تقول بأن دولة جنوب السودان تنشر الآن قواتها على الحدود في ثلاثة محاور، وهذا بالتأكيد إذا أخذته القيادة العسكرية في الشمال مأخذ الجد سيؤدي بدوره الى عملية تصعيد يمكن أن تشعل حربا لم تكن بالحسبان، لأن القوات أحيانا تتصرف بموجب التهديد المحتمل وليس بموجب المعطيات السياسية.

وأضاف: “هذا الاتفاق اذا خلصت النوايا ووجدت إرادة سياسية من الطرفين يمكن ان يؤدي الى نزع بؤرة توتر كان يمكن ان تجر الدولتين الى حرب ليستا في حاجة اليها الآن، كما يمكن لهذه التهدئة أن تساهم أيضا في حل القضايا العالقة الاخرى كقضية الحدود ومنطقة ابيي والنفط وقضية التدخل العسكري المباشر او غير المباشر .

وكان الوسيط المشترك رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي قد قال للصحفيين إن هذه الاتفاقية التي تم توقيعها بين السودان والجنوب وتسمى باتفاقية “عدم اعتداء” تهدف إلى تفادي نشوب صراع مسلح بين الجانبين، حيث تقضي الاتفاقية الأمنية التي توسط فيها الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا بأن الجانبين اتفقا على احترام كل منهما لسيادة الآخر ووحدة أراضيه، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض استخدام القوة والمصالح المشتركة والتعايش السلمي.

العربية نت
Exit mobile version