كرتي: لن نمنح الجنوبيين الجنسية ولن نتعسف بطردهم .. مون يدعو الخرطوم وجوبا لتقديم تنازلات لتسوية خلافاتهما
[JUSTIFY]يتوقع أن تكون الوساطة الأفريقية دفعت أمس بمقترحاتها وخطتها للتفاوض بين السودان وجنوب السودان لوفدي البلدين اللذين وصلا العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس، حيث يرأس وفد السودان إدريس عبد القادر ووفد الجنوب باقان أموم ويتوقع ان تستمر المفاوضات حتى الخامس عشر من فبراير الحالي وسط توقعات بتأجيل الجولة. في غضون ذلك، أكّدت منظمة (غلوبال ويتنس) أمس، أن على المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة وأوروبا والصين التحرك من دون أي تأخير كوسيطٍ لمنع التصعيد بين السودان وجنوب السودان اللذين يشهدان أزمة مفتوحة حول تقاسم النفط. وأوصت المنظمة غير الحكومية المتخصصة في أخلاقيات وحوكمة استغلال الموارد الطبيعية بأن الاتحاد الأفريقي والصين والولايات المتحدة وبريطانيا العظمى والنرويج، عليها بشكل خاص بدء تحرك دبلوماسي رفيع للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين.وقالت دانا ويلكينز المسؤولة بالمنظمة في بيان: طالما الخلاف مستمر ستطول معاناة اقتصادي البلدين، وستتفاقم إمكانية التصعيد. وفي السياق، كشف علي كرتي وزير الخارجية، عن توسط الأمم المتحدة بين دولتي السودان لحل القضايا العالقة بينهما، وقال إن هنالك أفكارا بدأت تظهر من لاعبي المجتمع الدولي عبر مبعوث من الأمم المتحدة لتجاوز الأزمة النفسية التي نشبت بين دولتي السودان لتجاوز ملفات الحدود والمياه والجنوبيين في الشمال والقضايا الأمنية. وكشف كرتي في برنامج مؤتمر إذاعي أمس، كرتي عن خطط أمنية متفق عليها في مناطق التوتر والتهديدات على حدود دولة الجنوب، وقال: لكن علاقة الدول لا تتأثر بطوارئ الأحوال، ووصف ما يحدث في الجنوب الآن بأنه طارئ ونشوة تعتري بعض قياداته بالاستقلال، وأوضح أن هنالك محاولات مستميتة لجعل انفصال الجنوب فرصة للتوتر من الذين يريدون تفتيت السودان وخلق جنوب جديد، وقال إن الحالة تحتاج لعقلاء، وأضاف أن الشمال متحسب جيداً للتهديدات التي تأتي من الجنوب على الحدود، وأن الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها، وقال: لدينا إستراتيجية وعلاقة مستقرة رغم أن الأجواء مُلبّدة بالغيوم، وزاد: برغم كل هذا نسمي سفيرنا في الجنوب، وقال إن إرساله مربوط بإجراءات فقط، وأكد أن سفارة السودان تعمل في جوبا الآن رغم بعض المناوشات التي تتعرض لها من مجموعات شبابية طائشة، وأضاف: نحن لا نحسبها سياسة مستقرة للجنوب، وأكد كرتي أن الحكومة لن تتعامل مع المواطنين الجنوبيين في الشمال بالطرد حال انقضت الفترة المقررة، وقال: في تقديري إذا كانت الفترة غير كافية لن نتعامل مع هذه المجموعات الأجنبية بأن تطرد، وليس هناك حديث عن مهلة إضافية، وأضاف أن لدى السودان علاقات وُد واحترام وتقبلاً لظروف الجنوبيين في الشمال، ونفى وجود أي إتجاه لدى الحكومة لتبادل سلفا كير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان فيما ذهب إليه بإعطاء شماليين الجنسية الجنوبية، وقال: لن نبادل سلفا بأنه أعطى شماليين الجنسية، ولكن الجنوبيين لهم كامل الاحترام في الشمال، ولن يكون هنالك تعسف لطرد أحد، وتسهيل سفرهم إلى الجنوب، وقال إن هؤلاء رصيد للسودان إن بقوا ومغادرتهم بالطريقة المناسبة، وزاد: كل هذا يحسب لصالح السودان، وفسّر كرتي خطوة سلفا بأنه يريد تطبيع علاقات بعض الشماليين للعمل ضد السودان، بجانب أنه يريد الظهور كمن يعطي الشماليين جنسية بينما يطرد الشمال الجنوبيين. وأكد كرتي تورط حكومة جنوب السودان في اختطاف الصينيين الأيام الماضية بولاية جنوب كردفان، وقال إنه كان أساسياً في عملية الاختطاف.
وفي الأثناء، أعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه لعدم إحراز تقدم في المفاوضات حول قضايا ما بعد الانفصال بين السودان وجنوب السودان، وإمكانية تصعيد التوترات في أعقاب القرارات التي اتخذتها حكومتا البلدين من جانبٍ واحدٍ على حد سواء بشأن خلافاتهما حول البترول. ودعا الأمين العام في بيان أصدره الناطق الرسمي باسمه حسب (أ. ش. أ) أمس، الطرفين إلى عملية التفاوض التي من المقرر أن تبدأ أمس في أديس أبابا والتوصل إلى اتفاقات بشأن جميع المسائل المعلقة، وأضاف: (حانت لحظة لقادة البلدين لتقديم التنازلات اللازمة مرة أخرى، التي من شأنها ضمان مستقبل سلمي ومزدهر لكلا البلدين).[/JUSTIFY]