25 مايو.. إعادة قراءة

[ALIGN=JUSTIFY]* حقب الحكم المختلفة لا يمكن شطبها من ذاكرة التاريخ أو محاولة تجاوزها والقفز عليها، تماماً كما لا يستطيع المرء إسقاط مرحلة زمنية من مراحل حياته.
* صحيح، تختلف الأحكام على هذه الحقبة التاريخية من إنسان لآخر، ومن حزب لآخر حسب موقفه من هذه الحقبة مع أو ضد، ولكن تظل هذه الحقبة التاريخية ماثلة بإيجابياتها وسلبياتها شاهدة على فترة من فترات الحكم.
* نقول هذا بمناسبة اليوم 25 مايو، وهو اليوم الذي يصادف استيلاء المشير جعفر نميري وصحبه الحكم في 25 مايو ،69 وهي فترة كبيرة من تاريخنا السياسي استمرت حتى 6 أبريل 1985م شارك فيها من شارك وعارض من عارض، قدمت الكثير من الإنجازات، ولكنها أيضاً ارتكبت أخطاء قاتلة.
* لن نتوقف عند إنجازاتها التي يحفظها التاريخ ولا تنكرها الذاكرة الشعبية، فما زالت شواهدها قائمة وماثلة للعيان، ولكن لا بد من التوقف عند أخطائها التي انتهت بقيام الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بها، والتي فشلت فيما بعد في إزالة آثارها كما حاول البعض.
* تقلبت مايو من اقصى اليسار في بداية سنواتها الأولى، ولكنها بعد محاولة هاشم العطا ورفاقه في 19 يوليو 1971 حاولت السير في طريق قومي جامع، إلى ان انتهت في أخضان اليمين ودخلت في نفق الهوس والدجل السياسي الذي عزلها تماماً عن مصالح المواطنين وعجل بالانقضاض عليها.
* إن الحقبة المايوية كانت محاولة لقيام تحالف وطني عريض من كل قوى الشعب العاملة، كما كنا نقول في ذلك الوقت، هدف للانفتاح على الريف ومحو الأمية وبناء تنمية متوازنة.. ولكنها ظلت نظاماً شمولياً لم تفلح المصالحة الوطنية في إعادة الديموقراطية إلى شرايينه التي كانت قد تكلست شمولياً.
* أثبتت التجاربة السياسية في بلادنا وفي العالم من حولنا أن غياب الديموقراطية هو سبب انهيار الأنظمة السياسية، مهما رفعت من شعارات وقدمت من إنجازات، فالديموقراطية تتيح للمواطنين ممارسة حقهم في النقد وكشف مواطن الفساد، بل وتغيير الحكام عبر صناديق الاقتراع بعيداً عن الانقلابات والعنف السياسي.
* ما أحوجنا لإعادة قراءة تاريخنا قراءة موضوعية نتأمل فيها تجاربنا بعين نافذة تبني على ما أنجز وتدفع بالإيجابي، مستفيدين من الدروس التاريخية بما يعيننا على استكمال السلام وتعزيز الحريات وبناء الديموقراطية وبسط العدل والتنمية.[/ALIGN] كلام الناس – السوداني-العدد رقم:909 – 2008-05-25
noradin@msn.com
Exit mobile version