لى الرغم من أن زيارة امبيكي كما قال وزير الخارجية السوداني للصحفيين مساء أمس الأول إنها جاءت تلبية لدعوة من الرئيس السوداني عمر البشير.
وبعد ساعتين من وصول امبيكي لمطار الخرطوم عند الثامنة من مساء أمس الأول دخل في مباحثات مع الجانب السوداني في العاشرة مساء بقاعة الصداقة بالخرطوم.
وقال البيان المشترك بين الحكومتين والذي صدر في خاتمة الزيارة ظهر أمس تناول امبيكي مع البشير عددا من القضايا الداخلية في بلديهما، والقضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واطّلع امبيكي على الوضع الداخلي في السودان، خاصة الوضع في دارفور, واتهام البشير من قبل محكمة الجنايات الدولية وتنفيذ تفاقية السلام الشامل والوضع في السودان ككل. واتفق الطرفان أن خطوة اوكامبو ستقوض الجهود الجارية لتسهيل إيجاد حل لاقليم دارفور وتعزيز مسيرة السلام في السودان, ويمكن أن تؤدي الى مزيد من معاناة السودانيين.
وأكدت حكومة السودان التزامها إيجاد حل نهائي لأزمة دارفور, واطلع امبيكي على مبادرة أهل السودان، والتي تهدف لتحقيق حل قومي لمشاكل السودان، بمشاركة كل القطاعات السياسية السودانية، بما فيها الحركات المتمردة، وقيادات القبائل، ومن ظمات المجتمع الدولي.
وفيما يتعلق بنشر بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور ناشد الرئيسان المجتمع الدولي دعم أعضاء دول الاتحاد الافريقي التي نشرت قواتها في الاقليم بتقديم الدعم اللوجستي والدعم المالي.
وكان امبيكي قد التقى النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت. وقال الدكتور لوكا بيونق وزير رئاسة مجلس الوزراء بحكومة الجنوب للصحفيين عقب اللقاء إن اللقاء تناول قضية دارفور، حيث تباحث الرئيس أمبيكي والفريق سلفاكير حول الآليات التي يمكن إتخاذها لتفعيل السلام في دارفور. وقدم الفريق سلفاكير الدعوة للرئيس امبيكي لزيارة جنوب السودان، والتي كان من المفترض أن تتم في وقت سابق لكنها تأخرت لإنشغال الرئيس أمبيكي بالأحداث في زيمبابوي. ووعد أمبيكي بزيارة جوبا قبل نهاية فترة ولايته في السلطة.
ولكن بيونق لم يفصح كثيرا عما دار في القاء المغلق، والذي جرى في مقر اقامة امبيكي، خاصة وأن الجنوب يرتبط بعلاقة خاصة مع جنوب افريقيا وحزب امبيكي. وأمس الأول وقعت الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني الافريقي اتفاقية تعاون بينهما، كما قدمت جنوب أفريقيا عددا من المساعدات لحكومة الجنوب، وقد أشار لذلك لوكا بقوله إن جنوب أفريقيا قدمت مساعدات كثيرة لحكومة جنوب السودان فيما يختص بالتدريب، حيث تلقى حوالي 900 من الموظفين التدريب في جنوب أفريقيا في الفترة السابقة.
وعندما قال الرئيس السوداني عمر البشير في ختام الزيارة إن السودان وجنوب افريقيا قد اتفقا على تكوين لجنة مشتركة بين الجانبين لمتابعة تنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام السوداني الشامل، والاشارة الى أن الملفات العالقة سيمضي العمل فيها الى النهاية الحتمية.
ومع ما نقله لوكا بيونق من أن الرئيس امبيكي تعهد بزيارة جوبا قبل انتهاء ولايته في عام 2009.
وأمس كانت قناة الجزيرة الفضائية قد نقلت عن مصادر لم تسمها أن الرئيس امبيكي طرح مبادرة باسم بلاده لجمع الحكومة السودانية مع الحركات الدارفورية، ولكن البيان الختامي الذي أصدره الجانبان ظهر أمس لم يشر من قريب أو بعيد لمبادرة، بل إن البيان مضى أكثر من ذلك ليقول اطلع امبيكي على مبادرة أهل السودان والتي تهدف لتحقيق حل قومي لمشاكل السودان بمشاركة كل القطاعات السياسية السودانية بما فيها الحركات المتمردة وقيادات القبائل ومن ظمات المجتمع الدولي.
ولكن جنوب أفريقيا التي هي عضو في مجلس الأمن والسلم الافريقي التابع للاتحاد الافريقي وهو الجسم المطلع بمباشرة ملف دارفور منذ تفجر الأزمة، كما أن لدى جنوب افريقيا ثماني كتائب تشارك في القوات الهجين بدارفور، وهي من أكبر الدول التي لديها أفراد موجودين على الأرض.
ويضاف لهذا الثقل الاقتصادي والسياسي في قارة افريقيا وقيادتها لمجموعة دول الجنوب الافريقي، واستخدامها لهذا الثقل لإخراج دولة زيمبابوي من أزمتها عندما وقع الطرفان المتناحران في زيمبابوي على اتفاقية تقاسم السلطة بين روبرت موغابي وغريمه تشنغراي.
ولكن امبيكي اختار أن تكون زيارته جنوبية الهوى رغما عن حضور دارفور في أجندتها.
عبد المنعم أبوإدريس :الاحداث[/ALIGN]