عندما هبطت بنا الطائرة في مطار أديس المحلي بدلاً من الدولي بسبب تأخرها عن موعدها أعلنت المضيفة أن درجة الحرارة في ذلك الوقت كانت 12 درجة فحملنا هم التأقلم مع ذلك الجو البارد ونحن من تعودنا على درجات الحرارة التي تشوي الوجوه ولكن سرعان ما تأقلمنا بل حسدنا إثيوبيا على برودة طقسها وتمنيناه في السودان، ولفت نظرنا التشابه الكبير بين أديس والخرطوم في بعض جوانبهما إلا أن الأولى أكثر تنظيمًا إذ تبدأ أعمال الصيانة في الشوارع ليلاً بعد توقف الحركة كما تحظى القوانين باحترام المواطنين.
استقر بنا المقام في فيلا بشارع هاي أوليت لصاحبتها «القانش» التي تتقن العربية وخاصة اللهجة السودانية رغم أنها لم تزر السودان ويبدو أن جل مستأجري الفيلا من السودانيين. سودانير: أغالط نفسي في الميعاد! أولى زياراتنا كانت للخطوط الجوية السودانية حيث جلسنا لمديرها محمد المكي ونائبه الشاب نادر فحدثنا المكي بحب عن محطته باعتبارها من أكثر المحطات إنتاجًا للعملات الحرة ولكنها تواجه التهميش من قبل الدولة بل حتى المسؤولين يمتطون صهوة «الإثيوبية» التى لا يمكن مقارنة خدماتها بـ «سودانير» فمنذ «3» سنوات هي عمر إدارته للمحطة لم يأتِ على متنها مسؤول سوى السفير الفريق عبد الرحمن سر الذي وجّه كل الدبلوماسيين بالسفارة بالسفر عبر سودانير وسلفه محيي الدين سالم، يحدث ذلك رغم أن المحطة تقدم تخفيضًا «50»% للدبلوماسيين والمعاقين فسألناه: «هل يحضر المسؤول في الثانية عشرة للمطار لتقلع طائرته في السادسة صباحًا»؟ فقال «إذا تأخرت طائرتنا لأي سبب نحول المسؤول لأي شركة طيران أخرى والتاخير دائمًا يحدث بسبب إجراءات المطار وليس الطائرة» ولام المكي الدولة في إفساح المجال للشركات الأخرى لمنافسة سودانير رغم أنها لا تدفع ضريبة للبلد، فالشركة محتاجة لدعم وليس لشريك، وأردف: نحن عندنا مشاكل إسبيرات، ما عندنا «إستاند باي» لطائرة إذا حدث عطل لطائرة تطلع الأخرى الإثيوبية عندها رغم إنو إمكاناتنا أكبر منهم! ليه في السودان شركات فلاي دبي وغيرها عندها أسعار خاصة؟ «الإثيوبيين مانعين» الطيران الخاص لأنو بضرهم إذا حكومتنا قفلت «الهاندلينق» بتاع مطار الخرطوم لسودانير حتى لولم تدعمها فالشركة ستنطلق، هنا مافي طيران مدني الإثيوبية ماسكة أي حاجة. والمصرية وكذلك السورية والأردنية والسعودية بينما نحن أي شخصين فتحوا ليهم مكتب عاوزين ليهم شركة طيران يعطوهم تصديق سودانير ناقل وطني مثله مثل مشروع الجزيرة مفروض الدولة تحتفي بيهو» ![/JUSTIFY]
تحقيق: هويدا حمزة
صحيفة الانتباهة