ولفت مروح إلى أن كرتي أبلغ منكريوس أن الخرطوم ستقوم باتخاذ موقف حالما اتجهت جوبا إلى المضي نحو اتخاذ موقف آخر غير حسن الجوار، وتابع بالقول: «كرتي ذكر لمنكريوس أن اتخاذ جوبا لموقف آخر سيُفضي لاتخاذ السودان موقفًا آخر وأن لكل حادث حديث»، وفي سياق متصل وجّه سلفا كير قيادة الجيش الشعبي بإعلان الاستعداد والانتشار على الحدود مع السودان، ونقل للقيادات العسكرية في اجتماع بقاعدة «بلفام» في جوبا أمس تحسب الحكومة لكافة الاحتمالات بما فيها الحرب مع الخرطوم، وقال مصدر مطّلع لـ«الإنتباهة» إن الاجتماع انحرف عقب حديث سلفا كير إلى مواجهة معه بشأن أوضاع القوة، وذكر أن قيادات الجيش طالبت سلفا بانتشال الجيش الشعبي مما سمّوه بـ«الوضع المزري للجنود» وحمايته من التعليمات القبلية لسياسيي الحركة الشعبية والكفّ عن الزجّ بقوة الدولة في الصراعات والتصفيات القبلية، وفي سياق موازٍ فشل اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية أمس الأول في التوصل لاتفاق بشأن قرار إيقاف تصدير النفط عبر الأراضي السودانية، وقال عضو بالمكتب فضل حجب هُويته لـ «الإنتباهة» إن الاجتماع بحث محوري تقييم التفاوض والمباحثات مع الخرطوم بأديس أبابا بجانب مناقشة قرار الحكومة بإيقاف تصدير النفط والبدائل، ونبّه على خلافات عميقة بالاجتماع حول تخطي البرلمان في إصدار قرار توقيف النفط، وأضاف أن أعضاء المكتب تبادلوا انتقادات عنيفة بشأن البدائل المناسبة لتغطية الفجوة المقدرة بـ «60» مليار دولار جراء توقيف مرور النفط من مواقع الإنتاج للتصدير عبر السودان، وأكد أن الاجتماع أخفق في الوصول لنتائج نهائية بشأن المحورين، وقال إن المكتب وجّه بعقد اجتماع لاحق الأسبوع المقبل لمزيد من النقاش. إلى ذلك قال سلفا كير خلال مخاطبته الجيش الشعبي في القيادة العامة في قاعدة «بلفام» مساء أمس الأول إن الجيش سيبدأ انتشاره على طول الحدود المشتركة مع دولة السودان، داعيًا الجيش والقوات النظامية الأخرى وشعب الجنوب لتوخي الحذر والاستعداد للدفاع عن الجنوب، ووصف سلفا كير حديث البشير الأخير بأنه إعلان حرب على الجنوب، ودعا قواته لأن تأخذ ذلك الحديث بجدية، وقال لهم: «ما تنوموا».. وقال إن البشير يحشد قواته على حدود دولة الجنوب لغزوها بهدف إعادة ضمها إلى دولة السودان بالقوة بعد أن فقد النفط. ودعا سلفا كير البشير لتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية.واتهم سلفا كير السودان وعددًا من الشركات النفطية بأنهم كانوا يخدعون الجنوب طوال السنوات الماضية بالغش في كميات البترول المنتج في الجنوب وقال: «بعد أن قررنا إغلاق آبار البترول اكتشفنا عددًا من الآبار كانت غير مسجّلة في السجلات التي معنا»، وقال إن الجنوب سيتجه لمقاضاة حكومة السودان والشركات التي تآمرت على الجنوب في المحاكم الدولية المختصة. وأوضح أن الجنوب سيقوم بعملية تقشف كبيرة في الميزانية، وقال: «لن نوقف المرتبات فنحن لدينا أموال كثيرة ولكن سنرشد الصرف في الميزانية مثل الصرف على استيراد المياه الصحية والمشروبات الغازية والسلع الكمالية»، وأضاف سلفا كير أن قرار إيقاف إنتاج النفط هو قرار يتعلق بالسيادة للوصول إلى الاستقلال الحقيقي، وقال: «لا يمكن أن تقول أنا بلد مستقل وهناك بلد آخر يتحكّم في اقتصادك، لذا علينا أن نتحمّل بعض الصعوبات لعام واحد، فنحن عشنا طوال سنوات الحرب بدون بترول» وأشار سلفا أن الجنوب سيعتمد على الزراعة وأن الحكومة ستقوم ببناء مصفاة للبترول خلال هذا العام بجانب خط الأنابيب ليصل الجنوب إلى الاستقلال الحقيقي بعد عام.[/JUSTIFY]
صحيفة الانتباهة