الرحمة في أزهى ثيابها

[ALIGN=CENTER]الرحمة في أزهى ثيابها [/ALIGN] عندما عظم على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أذى قريش في دينه وعلى المسلمين ظن خيراً في «الطائف» التي كانت قريبة جداً من مكة، وكان أغنياؤها ترجع أصولهم إلى مكة حيث يحتفظون فيها بالبساتين والزروع، ذلك لأن مناخها أفضل كثيراً من مكة.. وكما كانت مكة فيها زعماء قريش، كان في الطائف زعما ء ثقيف .. رأى الرسول صلى الله عليه وسلم إعراض قريش عن الاستجابة له فظن أنه إن خرج إلى الطائف يدعو أهل ثقيف إلى الإسلام سيستجيبون له.. فخرج الحبيب عليه الصلاة والسلام متخفياً وكله ظن خير.. ولكنه لم يجد حالهم بأفضل من حال مكة فقد صُمَّت قلوبهم عن حديث الدين.. بل جردوا السفهاء لقذف النبي الحبيب حتى أدميت قدماه وهو يتجنب قذفهم وملاحقتهم له.. ويالهم من سفهاء حقاً.. ودمعت أرض الطائف عندما تمكنت أيدي السفهاء من إصابة المصطفى صلى الله عليه وسلم بحجر على وجهه فاختلطت حمرة الدماء ببياض الدموع وما أفلح قوم أدموا وجه نبيهم.. فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بستان لعتبة بن ربيعة.. ورفع بصره للسماء وتفجر بدعاء اهتزت له أركان الأرض حزناً «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم عدو ملكته أمري.. إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي لكن عافيتك هي أوسع لي.. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك.. لك العتبى حتى ترضى.. ولا حول ولا قوة إلا بك» عندما خرجت كلمات هذا الدعاء من جوف النبي بكى الكون كله لبكائه عليه الصلاة والسلام. فانصرف الحبيب من الطائف مهموماً ومحزوناً.. إلا أن دلائل الرحمة قد تجلت له فها هو ينظر للسماء فيجد سحابة تظلله إينما حل..

آخر الكلام..

فناداه جبريل يا محمد إن الله قد سمع قول قومك وقد بعث معي ملك الجبال ولئن شئت لأطبقن عليهم الأخشبين فقال صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولايشرك به أحداً.. أي رحمة هذه التي تجلت في أزهى ثيابها يا حبيبي يا رسول الله.

سياج – آخر لحظة – 3/9/2010
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version