ولا تنتهي عجائب هذا الجهاز في «استكراد» أموال المغتربين إذا ما فتئ يتكئ ومنذ إنشائه على فتوى شرعية مستندة على خطاب ديني تتخذه الدولة نهجاً لا يتحدث إلا عن الواجبات و»ينهر» بقسوة كل من سأل وطالب بالحقوق، تجيز أخذ الزكاة من المغتربين بشروط مخالفة للطريقة الشرعية الصحيحة، فقد تدفع زكاتك «مرة ومرتين» في العام، إذا اكتمل نصابها أو لم يكتمل،.. لا يهم ولكن المهم أن تدفع في كل مرة تطأ قدمك أرض بلادك. ويجوز لك كذلك حسب «مزاج» جهاز المغتربين تأجيل زكاتك، ولا ندري من أعطاه الإذن في تأجيل فرض الله ان كانت أصلاً هي زكاة؟.
وعلى المغترب كذلك دفع ضرائب لها اسم «دلع» يعرف بالمساهمة الوطنية، تجعل أي كائن يتمتع بذرة من العقل يسأل كيف يدفع العاملون بالخارج ضريبة على أجور لا يكسبونها من داخل الدولة، وإنما من دول أخرى خارج أراضيها (الدول التي يعملون بها )؟.
ناهيك عن دمغة الجريح «ودمغة «الشهيد» ودمغة علان ودمغة فرتكان. والتي باتت هي وأخواتها من الدمغات والجبايات سبباً رئيسياً في منع آلاف المغتربين من العودة إلى السودان ،بسبب تراكمها وعدم قدرتهم على الإيفاء بها فحرمتهم من التواصل مع أقاربهم، وأبعدتهم قسريا عن أوطانهم ولا يعفيهم منها إلا عودتهم محمولين على أربع.
أما قمة التعسف والظلم أن تربط لك تأشيرة الخروج بدفعك لكل هذه الاتاوات، فلا يستطيع حامل الجواز السوداني العودة بعد إجازته إلى دولة اغترابه إلاّ بعد الزيارة القسرية «المشؤومة» إلى هذا الجهاز بشروطه المجحفة والمعروفة وتسديد فواتيره على دائر المليم، وكأنه ليس من حقنا كسودانيين التنقل بحسب القانون والدستور!!. (ولنا عودة)،،،
اشراقة النور
الراي العام