الكرباج في إطعام الحجاج – 2

[ALIGN=CENTER]الكرباج في إطعام الحجاج – 2[/ALIGN] أخيرا رضخت الهيئة العامة للحج والعمرة إلى الضغوط وألغت مشروع إطعام الحجاج لهذا العام..!!
والمشروع ــ لمن لم يسبق له التعرف عليه ــ يتلخص في قيام الهيئة بإطعام الحجاج السودانيين (بمعرفتها) هذا العام، بمعنى إن الذي لا يريد أن يأكل يجب أن يأكل مرغماً (لا بطل) بأمر الهيئة، والذي لا يحب الزبادي (مثلا) عليه أن يحبه إذا كان ضمن الوجبة التي ستقدمها الشركة السعودية التي اتفقت معها الهيئة لتقديم الطعام للحجيج السودانيين، ومن يعاني من مرض مثل السكر ويتناول اطعمة معينة، عليه أن ينسى السكر ويأكل ما تقدمه له الهيئة من طعام مبروك، ومن يتوه ويجوع فى الحج عليه ان ينتظر حتى تعثرعليه البعثة السودانية وتسلمه للهيئة لتطعمه وتأخذ فيه الأجر، كان الله فى عونها.
أما المقابل الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع.. فهو (شيك الإعاشة) الذي ستأخذه الهيئة الموقرة بدلاً عن الحاج هذا العام، جزاها الله عن الحجاج كل خير لتحملها هذا الشيك ـ عفوا ــ هذا العبء الثقيل..!!
غير أن هذا المشروع لم يكتب له النجاح بسبب إشفاق البعض على الهيئة من الأمانة الثقيلة التي كانت ستحملها، ورفض البعض الآخر له ومنهم برلمان ولاية الخرطوم وبعض الصحفيين الموتورين الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب ولا (الأكل) فى الحج، وشخصي الضعيف برئ منهم براءة الهيئة من شيك الحجاج..!!
سقط المشروع ونجا حجاج هذا العام من موائد الهيئة المباركة، ولكن ما زالت هنالك ذرة شك فى حدوث مكرمة وعودة المشروع إلى الحياة بصيغة أخرى، فلقد حمل النبأ الذي بثته وكالة أنباء (اس ام سى) الحكومية معلومة تجعل (سوء الظن) يراود المرء خاصة إذا كان (سئ الظن) مثلي، وهي إن (الهيئة قررت بتسليم مبلغ الإعاشة نقداً للحجاج بدلاً عن الشيك هذا العام)، مما يدعو إلى سوء الظن والتساؤل.. (لماذا يسلم المبلغ نقداً بدلاً عن الشيك المعتاد كل عام، وأين سيسلم لهم.. في السودان أم في السعودية، ومتى سيسلم لهم وبأي سعر صرف سيسلم لهم؟!).. كل هذه أسئلة مهمة لا بد أن تجيب عليها الهيئة اليوم قبل الغد، حتى يحيق الظن السئ بأصحابه ويطمئن الحاج على طعامه من مشروعات الهيئة الموقرة وطموحاتها..!!
ويبقى سؤال أخير أرجو ان تجيب عليه الهيئة الموقرة حتى يزول الظن تماماً.. (لماذا جاء إلغاء المشروع مقروناً بحج هذا العام فقط ولم يلغ بشكل نهائي، أم أن حجاج العام القادم وما بعده ستظهر لهم صفات بيولوجية جديدة تجعلهم يسلمون بطونهم للهيئة طوعاً واختياراً ومحبة ويستطعمون طعامها ويفضلونه على الشيك)؟!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
29 أغسطس 2010

Exit mobile version