الفيفا.. أو الجيفة !!

[ALIGN=CENTER]الفيفا.. أو الجيفة !! [/ALIGN] من الواضح جدا أن الحكومة والحزب الحاكم، قررا إنهاء النشاط الرياضي الخارجي للسودان بسبب الأزمة المالية الحادة التي تواجهها البلاد وعدم القدرة على تمويل المنتخبات الرياضية والناديين الكبيرين وعلى وجه الخصوص نادي الهلال الذي يعاني من ازمة مالية حادة كنتيجة مباشرة للسياسة الخاطئة لرئيسه المستقيل السيد صلاح ادريس برفع الصرف الى معدلات عالية يستحيل الرجوع عنها أو مجاراتها مما يعني عمليا انهيار النادي اذا لم يجد من ينفق عليه بنفس القدر..!!* استنادا على هذه الحقيقة التي لا تقبل الجدل، بالاضافة الى النتائج الضعيفة للكرة السودانية بالخارج، ووجود من يصور ــ داخل اجهزة اتخاذ القرار السياسي ــ أن الرضوخ الى قرارات الفيفا هو مساس بالسيادة السودانية، فإن الحكومة وحزبها الحاكم توصلا الى قناعة بتجميد النشاط الرياضي الخارجي للبلاد في الوقت الحالي، وهو ما يفسر الموقف المناوئ الذي تقفه الحكومة من خارطة الطريق التي رسمها الاتحاد الدولي للسودان للخروج من ازمته الحالية وإلا التجميد والعزل وهو الخيار الذي فضلته الحكومة.!! غير أن الحكومة تخطئ ــ كالعادة ــ بالاعتماد على حسابات خاطئة للتوصل الى القرار المناسب، لأن تجميد النشاط الرياضي الخارجي لا يعني عزل السودان من الانشطة الخارجية فقط، بل سيؤثر بشكل كبير على النشاط الداخلي وربما يؤدى لانهياره في وقت قريب، إذ انه لن يكون هنالك معنى او هدف لمنافسات داخلية بدون نشاط خارجي الا اذا كنا نريد منافسات (اي كلام) لا تجتذب اهتمام احد ولا تمثل نشاطا رياضيا حقيقيا.. وهنالك العديد من التجارب الخارجية التي يمكن النظر اليها للتأكد من صحة هذا الكلام ابرزها تجربة ليبيا التي عزلت نفسها من النشاط الخارجي في نهاية السبعينيات فانهار النشاط الرياضي تماما، قبل أن يستعيد عافيته بالتدريج بعد تحرير الرياضة من عزلتها الخارجية فيما بعد..!! الأمر الأكثر أهمية الذي أخشى أن يكون غائبا عن ذهن الحكومة هو أن الأثر الضار لانهيار النشاط الرياضي او تدهوره لن يتوقف على الرياضة أو الرياضيين فقط ، بل سيمتد ليشمل كل شيء تقريبا، ويؤثر بشكل سلبي على حياة كل المواطنين ويزيد من حالة الاحباط والازمات التي تعيشها البلاد لأن كرة القدم صارت هي المتنفس الوحيد تقريبا لقطاعات كبيرة من الشعب بعد انهيار اشياء كثيرة، فاذا انهار هذا المتنفس، لن يكون هنالك بديل سوى المزيد من التوتر والعنف.. فهل هذا هو ما تريده الحكومة؟! إذا كانت الحكومة جادة في حل المشكلة، فعليها أن تلتزم بخارطة الطريق التي رسمها الاتحاد الدولي، وإلا فلتعلن معارضتها لها بصراحة وترحمنا من هذه المسرحية السيئة التي تفرض علينا مشاهدتها لتقنعنا بانها لم تأل جهدا في البحث عن حل حتى نتعاطف معها..!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
27 أغسطس 2010

Exit mobile version