رياض الأطفال.. خلل التنسيق بين السُلم التعليمي والمُقررات..
بعد أن أقدمت وزارة التربية والتعليم على تغيير مُقرر مرحلة الأساس في نهاية التسعينيات قامت بإجراء تعديلات كثيرة في مقرر الصف الأول أساس، حيث صممت مُقرراً لا يحتوي على الخطوات التعليمية الابتدائية مثل الحروف والأرقام، وبهذا جعلت وزارة التربية مرحلة التعليم ما قبل المدرسي إلزامية لكل الأطفال ومؤهلة للدخول للمدرسة. فعلت هذا إلا أنها لم تضع الخُطط لإدراج هذه المرحلة ضمن السلم التعليمي، ولم تضع مواصفات مُحددة لرياض الأطفال وتركت الأمر مطلقاً على عواهنه إلى أن صارت رياض الأطفال مؤسسات إستثمارية جاذبة لكل من يملك المال ليؤسس هذه المؤسسات، ومن يملك المال ليدخل أطفاله هذه المؤسسات التي يقع جل تركيزها على التعليم بعيداً عن التربية؛ لأن التعليم قبل المدرسي في أساسه إعداد وتربية أكثر من التعليم، وحتى الرياض التي يُطلق عليها حكومية تجد الأسر تتحمل دفع مرتب الأستاذ عبر رسوم شهرية يدفعونها له، وفوق ذلك فهي رياض تعمل بلا معينات، وفي أحيان كثيرة تقوم في منازل أو مساجد أو في دور اللجان الشعبية ما يعني أن الوزارة لم تكترث أن تخصص لها مقراً، وبالتأكيد تقبع هذه الرياض في بيئة سيئة لا تمكن الطفل من الاستفادة من المواد المُقدمة له، إضافة إلى أنها غالباً تفتقر للوسائل التعليمية، وبما أن المقرر لا يحتوي على الحروف ولا أبجديات القراءة والكتابة فإن الطلاب الذين لا يدرسون هذه المرحلة أو يدرسونها في بيئة سيئة تجدهم يعانون كثيراً؛ مما أسهم بشكل كبير في تدني مستويات الطلاب. والغريب في الأمر أن كثيراً من المدارس ـ بأمر الوزارة ـ لا تقبل التلاميذ الذين لم يلتحقوا برياض الأطفال، وبرغم أن هذه المرحلة مرحلة حساسة تحتاج لمُعلِم مؤهل بما يكفي للتعامل مع أطفال، إلا أننا نجد أن جُل معلمي مرحلة ما قبل المدرسة هم من حملة الشهادة الثانوية أو الأساسية في كثير من الأحيان ويفتقرون للتدريب وكيفية التعامل مع الأطفال، كل هذا يستدعي الوقوف حوله، فإن لم تكن وزارة التربية مُستعدة لهذه المرحلة كان الأجدى بها أن تتركها كما في السابق إختيارية، إلى أن تُخطط لها بشكل علِمي ومدروس عبر رصد ميزانية مُحددة تُمكِن من خلق بيئة تعليمية جيدة وقبلها المُعلِم المؤهل..
التحرش.. نساء لا تحميهُنّ القوانين!!…
عندما اعتلت المركبة العامة جالت بنظراتها لتجد مقعداً مُريحاً لتجلس عليه ليشير إليها أحد الرجال (طاعن في السن) لتجلس جواره وفعلت ذلك مُطمئنة لقناعتها بأنه رجل كبير سيكفيها شر تحرُشات الشباب، وما أن جلست بدأ يتحدث لها عن (بنات الزمن دا- السمن – الجسم الملان واللون الأبيض) وخلافه لم تتعاط معه في الحديث بل غمرته بإبتسامة باهتة واضحٌ فيها عدم ارتياحها لحديثه. وأدارت وجهها عنه لتحس بعد هُنيهة بشيء يسري في خِصرها إلتفت لترى (الحاصل) لتجده يسترسل في (لمسها)، غضبت واستشاطت وعلا صوتها فيه بعبارات تعنيفية تمنت لو يعيها (يا خي إنت قدر أبوي ما تحترم نفسك)، ولكن هيهات!!.. فهو رجل ما يعني أنه دوماً (صاح) أنكر كل ما فعله وبدا يسبها ويسيء إليها (إنتي بت.. أهلك ما ربوك) وأضحت هي المتهمة ليهاجمها كل الذكوريين داخل المركِبة أولهم بنات جنسها (يا بتي السُترة والفضيحة مُتباريات!) لم تخنع وأمرته بأن يذهب معها ليدونون بلاغ تحرش وفعلاً ذهب معها لا لشيء سوى أن يستفزها أمام القانون!!.. ذهبت وطالبوها بالإثبات وكان أن أنكر المُتهم فِعلته وذهب تاركها مُتهمة ومكسورة لتعرف أن الإثبات ركن أساسي لإثبات التحرش، وبعدها عنفها من استغاثت بهم، ومن يومها قررت أخذ حقها بيدها مهما كلف الأمر إلى أن (ينصلح الحال)!.. صحيفة الأخبار
صفية الصديق