وفي السياق أعلنت شرطة ولاية جنوب دارفور مساء أمس، احتواءها أحداث شغب بمدينة نيالا، شارك فيها بعض من وصفتهم بالمتفلتين، واتهمتهم بالوقوف وراء حرق (3) كبسولات شرطة بـ (سوق الجنينة والسوق الشعبي وحي الجبير)، بجانب إتلاف عربات مواطنين عبر رشقها بالحجارة ما أدى لإصابة مواطن بعيار ناري مجهول المصدر أدى لوفاته، كما أصيب (8) من أفراد الشرطة، وحسب (المكتب الصحفي للشرطة) أن أحد المشتركين في أحداث الشغب شخص بالزي المدني يحمل بندقية كلاشنكوف.
وشدد اللواء طه جلال الدين مدير شرطة جنوب دارفور، على أنه وفيما عدا ذلك، فإن الأحوال هادئة في جميع محليات الولاية، وأكد مواصلة قوات الشرطة تأمين المقار الحكومية والبنوك والمواقع الإستراتيجية.
وفي السياق، أفاد مراسل (الرأي العام) في نيالا، تواصل المظاهرات لليوم الثالث على التوالي بعدد من الأسواق والمناطق، الأمر الذي أدى لتخريب ونهب عدد من المحال التجارية والأسواق، بجانب حرق (3) نقاط شرطة ومقتل مواطن وسقوط عشرات الجرحى.
في غضون ذلك، انخرط وفد المؤتمر الوطني المركزي برئاسة الفريق آدم حامد موسى رئيس مجلس الولايات، في اجتماعات مُكثّفة ومغلقة بشأن الأحداث التقى خلالها لجنة أمن الولاية ومجلس الوزراء والمكتب القيادي للمؤتمر الوطني.
وأبان الشريف عمر بدر القيادي بالحزب لدى مخاطبته منسوبيهم بدار الحزب في نيالا أمس، أن الزيارة تهدف للوقوف على حقيقة الأوضاع ووضع الترتيبات اللازمة لوقفها كلية، واعتبر الشريف أن الحادثة واحدة من العثرات التي يمر بها الناس وأن اللجنة وقفت وتشاورت وتفاكرت مع قيادات الحزب بالولاية لتجاوز الهفوات وتأكد لهم بأن الوضع مستقر، وقال إنه سيتم وضع برامج حتى لا تحدث مثل هذه الهفوات مَرّةً أخرى، وقال إن شعب دارفور (ولوف) وتعوّدوا في حال تم تغيير والٍ يأتون للمركز ويطالبون بلقائه، وقال إن قطار الإنقاذ مستمر ولن يتوقف بل يقف في محطة لرفع شخص ثم يواصل سيره الى الآخر.
من جانبه، وجّه د. أزهري التجاني مسؤول دائرة دارفور الكبرى بالمؤتمر الوطني، أهالي دارفور وأعضاء المؤتمر الوطني بالاستفادة من خطبة الجمعة ونشر الدعوة بالمساجد، وأشار إلى أن لديهم جهدا لترتيب أمانات الولاية، وقال: (هذه من الدوافع الأساسية التي دفعتهم للإتيان بحماد لفكره الإسلامي والتأصيلي)، وأضاف: (كاشا محترم وقادر على الولاية) وخلفه حماد الذي سيمضي بأجهزة الحكومة والمؤسسات، ولفت الى أن الذي حدث كان يجب التصدي له عبر المؤسسات، وطالب رئاسة الحزب بضرورة تحديد فترة زمنية لشغل المواقع حتى لا يتكرر مثلما حدث، وأشار الى أنه يجب رفض الصراعات الداخلية بالحزب، وزاد: عند تعيين الولاة لدارفور اصروا علينا بضرورة تعيين الولاة وفق مكونات المنطقة، وقال: (دي ظاهرة ما كويسة)، وتابع: الناس يجب أن تحمل الحزب وليس الحزب يحمل الناس.
من جهته، وجّه حماد إسماعيل والي جنوب دارفور، بعدم حمل السلاح لأية جهة سوى الجهات النظامية، إلا أنه عاد وقال: إلا إذا اقتضت الضرورة، وأشار لأهمية استغلال طاقات الشباب في التنمية بدلاً عن التدمير والتخريب، وقال إن الفترة المقبلة ستشهد ترتيب الحزب من الداخل وتقوية مؤسساته، وأضاف أن ما حدث واحدة من المهددات التي تحول الى فرصة للتقليل من الخلل، وتابع: سننظر إليها بالنوايا الطيبة، ووعد بالمضي مع الناس للبناء وليس التخريب، وأكد أن حمل السلاح ليس بحل لأزمة دارفور. وقام الوالي بجولة في سوق نيالا اطمأن فيها على الأحوال.
الراي العام