* والخاص، عندنا، في السودان، يدخل في العام…
وفي كلّ الدنيا، فإنَّ التداخل موجود…
* وما قد نتحصّل عليه من معلومات حول الشخصيات، المشهورة… فإنَّ الحياة الخاصة لهذه الرموز، تؤثر وتتأثر بالحياة العامة.
* المهندس علي حسن أَحمد البشير، هو شقيق رئيس الجمهورية، العميد عمر حسن أحمد البشير…
ورغم أنَّ عليّاً، يعمل في مجاله… ولا يشتغل في العمل العام… وهو منتمي، سياسياً وفكرياً، وملتزم مع الحركة الإسلامية…
إلاَّ أنّه، بحكم القُرب والقرابة، مع الرئيس عمر البشير… فإنَّه يملك أسراراً وخبايا، تصلح كمعلومات… تفيد القارئ… ويستفيد منها التاريخ.
* والحوار هو في شكل «خُد وهات»:
** رأيك الشخصي… قبل إنقلاب الإنقاذ، هل علمت أو شعرت بأنَّ الإسلاميين ينوون الاستيلاء على السلطة؟؟.
* منهج الحركة الإسلامية، أصلاً، يقوم على الحُسنى والتدرج..
ولكن هناك ظرف طارئ عدّل هذه الأفكار، وحتّم مواقف جديدة… وبالطبع، فإنَّ الظروف، أحياناً، تلعب دوراً في تغيير المسار.
القوات المسلحة كانت جامعة تضم كلَّ الألوان السياسية.. وكان داخلها عمل منظم، وتنافس محموم، وتسابق رهيب، إلى السُلطة..
وهذا ما دفع الحركة الإسلامية، لإمتلاك مواطن القوة.
الجنوب
** في تلك الأيام.. وقبيل التنفيذ هل كان شقيقكم عمر، العميد في القوات المسلحة… هل كان يمارس حياته بشكلٍ طبيعي… أم لاحظتم تغييرات عليه؟؟.
* لم يكن الرئيس موجوداً بالخرطوم، في ظل التداعيات السياسية، التي كانت حادثة في الخرطوم..
فعمر كان في الجنوب..
ولكنه، جاء إلى الخرطوم، قبل التنفيذ في 30 يونيو، بأيام.. وتحديداً، جاء يوم الاثنين 28 يونيو والثورة كانت يوم 30 يونيو.
كنت أَشعر بأنَّ هناك شيئاً غريباً، «جايي»… وسيحدث.. وقلت لعُمر بذلك…
** ماذا كان ردّه لك؟؟
* الصمت… لا يعلّق.. كان يلتزم الصمت.. ولا يرد عليَّ، مطلقاً.
وأذكر أنَّه في أُمسية 28 يونيو، رجع البيت متأخر جداً..
الاستيلاء
** وحدث الإستيلاء على السلطة صبيحة 30 يونيو 1989؟؟.
* نعم.
** في الأيام الأولى.. هل كنتم، كُأسرة تلتقون بالرئيس؟؟.
* لفترات متقطعة، وقصيرة جداً.. حيث كان يمكث لدقائق، ثمَّ يرجع…
كان يقضي كل يومه بالقيادة العامة، حتى الصباح… ونادراً ما يأتي إلى المنزل..
الوالدة
** ماذا كان صدى البيان رقم (1).. والذي أذاعه العميد عمر البشير، صبيحة 30 يونيو..
ماذا كان الصدى عند الوالدة الحاجة هدية؟؟.
* الوالدة كانت في عزاء، بالجزيرة… كانت الفكرة، ألاَّ يتم إخبارها.. إلاَّ تدريجياً..
ولكنها، بعد أنْ وصلت الحصاحيصا.. كانت الأجواء، في البلد، متوترة.. والناس يتحدّثون عن أنَّ هناك تغييراً قد حدث في الخرطوم..
كانت هناك مشكلة مواصلات.. وبدأ الهمس يخرج إلى العلن، حول الحكومة في الخرطوم، واستيلاء الجيش على السُلطة..
ولكن، أحد الناس، ذكر اسم «عمر حسن» أَمام الوالدة، وهي في الحصاحيصا…
فالتقطت الكلام..
التعليق
** ماذا كان تعليق الوالدة؟؟.
* علّقت بالقول:
«عُمر ولدي.. مالو عليها.. البلد دي جنازة بحر».
العودة
** أنتَ كنت بالولايات المتحدة الأمريكية؟؟.
* نعم.. كنت أدرس هناك..حتى عام1987م.
** بأية كلية؟؟.
* درست هندسة البترول.
** أين درست، قبل أنْ تسافر إلى أَمريكا؟؟.
درست، كلّ مراحلي بالخرطوم.. الابتدائي بمدرسة كوبر.. والمتوسطة بمدرسة السكة حديد، والثانوية بمدرسة بحري..
** ثم سافرت للدراسة، بالولايات المتحدة الأمريكية؟؟.
*نعم، التحقت بجامعة «تكساس» بأمريكا.. حيث تخرجت فيها «هندسة بترول»، عام 1987م.. بعد أنْ عدت للسودان، واصلت الدراسة، حيث حصلت على ماجستير «إدارة أعمال» بجامعة جوبا..
** هل عدت إلى السودان، بعد أنْ أصبح عمر البشر، رئيساً؟؟.
*لا.. أنا عدت للسودان، بعد أنْ انتهيت من دراستي في أمريكا.
** ما هي الوظائف التي اشتغلت بها؟؟.
*اتجهت إلى العمل الخيري والطوعي.. ولم يكن هناك عمل متوفر، في مجال دراستي.. وفي مجال العمل التطوعي، اشتغلت في منظمة شباب البناء.. ثم هيئة الأعمال الخيرية.
**وبعد الإنقاذ؟؟.
*واصلت العمل الطوعي بهيئة الأعمال الخيرية.. ثم اشتغلت في مجموعة التقنية البترولية المتقدمة، وهي عمل في مجال خدمات البترول ومحطات الكهرباء والمياه.
**ألم تستغل كون أنَّ الرئيس هو شقيقك؟؟.
* لم يحدث هذا مطلقاً.. ولن يحدث.. نحن حريصون جداً، ألا نسبب للرئيس أي ازعاج.. فضلاً عن أنَّ الإنسان إذا لم ينفعه علمه وعمله، فلا شيء يشفع له.. أنا وأخواني، حريصون جداً، في كل شيء.. وحينما نلتقي عمر.. أصلاً، لا نناقشه أو نتحدث معه، في أشياء تخصنا.. نحن لا نقبل ذلك.. وهو أيضاً لا يوافق على ذلك.. لذلك، كلّ من أخواني، سلك طريقه وفق قدراته وامكانياته ودراساته وخبراته.. ولا نخلط الأوراق، أبداً.
صحيفة الوطن[/ALIGN]