حرب التنمية (2-2)

[ALIGN=CENTER]حرب التنمية (2-2) [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]بعد ذهاب العجوز كان مسؤول تلك الجهة يقوم بإتصالات سريعة ومهمة لعدد من اصدقائه في مواقع وظيفية مختلفة سائلاً إياهم إن كانوا يذكرون الشخص الذي كان يقوم بتقديم الثور لهم ايام المدرسة فيقولون نعم!!..فيسألهم هل يعرف أحدكم اين هو الآن فيقولون (لا… ليتنا نلتقيه).. فيقول لهم (لقد التقيته اليوم) فيجيبونه اين؟) فيقول (جاء إلى المكتب وهو لم يعرفني واحببت ان أجمعكم ونذهب إليه سوياً بعد ان حددت معه موعداً لزيارته في مكانه) فيقولون (احسنت)…
المهم تجمع الأصدقاء وذهبوا إلى العجوز في مكانه الذي حدده لهم في اليوم المحدد، وكان مستغرباً جداً من الشخصيات التي حضرت إليه في ذلك اليوم فقد كان يسمع ببعضهم في الإذاعة والتلفزيون فقط ولم يلتقهم ابداً حسب ما يعرف…. وعندما جاء هؤلاء حيوه بكل إحترام ووقار وتناولوا الطعام والمشروبات.وبعد ذلك تحدث الذي صدق له بالمواد التموينية قائلاً هل تعرفنا يا عمنا، فقال لا يا ابنائي انا لا اعرفكم لكن شاكر لكم ما فعلتم لي، فقالوا: بل نحن من نشكرك وانت صاحب فضل علينا كلنا الذين اتينا إليك اليوم.تحير العجوز من هذا الكلام وقبل ان تطول دهشته اردف المتحدث قائلاً (نحن يا أبي أطفالك الذين كنت تذبح لهم الثور كل شهر في المدرسة التي كانت بالقرب منك عندما لم تكن البلد بدون حرب).واكملوا ها نحن مدينون لك فقد كنت آملاً فينا الكثير ولذا لابد لنا من الحضور إلى دارك وهو شرف لنا.كان اللقاء مؤثراً جداً.فقد أدرك العجوز الأمي اهمية ما قام به ولم يكن يتوقع ان تكون النتيجة في هذا اليوم.
اما القصة الثانية فهي تحكي عن شخص آخر كان يعد واحداً من افضل الذين تعلموا في منطقته آنذاك. وكان لديه سيارة يصل بها من وإلى مكان العمل.كان عدد من طلاب وتلاميذ منطقته يلجأون إليه عندما يحسون أنهم في حاجة إليه إلا انه يقابلهم برد يختلف عما يتوقعوه فكلما اتوا إليه في مكتبه كان يعطي كل منهم قلماً، واما عندما يكون سائراً بالسيارة في الطريق وهناك من يشير له بالتوقف قاصداً توصيله كان يخرج القلم من جيبه ليريه لذاك الواقف ويعيده إلى جيبه دون التفوه بكلمة.
وتدور دائرة الزمن ليكون هذا الشخص في أحد الأيام بحاجة لمساعدة ليست مادية أو مال، فقد قرر أن يترشح للإنتخابات.ففكر في عمل دعاية ولم يكن أمامه سوى الذهاب إلى شباب الجامعات من منطقته فهم افضل من يقومون بذلك.وفعلاً ناداهم وحدثهم بمقصده، وهم لم يعترضوا بل طلبوا الإجتماع إليه في وقت آخر… وفي ذلك اليوم كان كل شاب قد أشترى صندوق أقلام وعندما وصلوه قالوا له (سيدي…هذه هي أقلامك التي كنت تعطينا ايام كنا في المنطقة).[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1007- 2008-09-02

Exit mobile version