لا أريد هنا ان اسبق الأحداث وأزعم ان البصات التي تعاقد الاخ والي ولاية الخرطوم على شرائها من ايران ضعيفة المواصفات او مرتفعة السعر.. حيث لم تفصح الولاية عن نوعية هذه البصات واسعارها وتفاصيل العقد الذي وقعه الاخ الوالي بعد..!!
ولكن بما ان الولاية قد افصحت عن الصفقة فمن حقنا ان نطالب اولا بإتاحة كل المعلومات عنها للرأي العام ونشر كافة التفاصيل المتعلقة بها بدءا من اسم الشركة ونوع البصات ومواصفاتها وتفاصيل العقد حتى يكون المواطن مطمئنا على أمواله..!!
الأمر الثاني هو ضروة نشر المعلومات عن الكيفية التى توصلت بها الولاية الى منح امتياز توريد البصات للشركة الايرانية، بمعنى.. هل اتبعت ولاية الخرطوم الطريقة الصحيحة في شراء هذه البصات من حيث تحديد المواصفات المطلوبة بشكل علمي وطرح عطاءات وتكوين لجان فرز واعلان الشركة الفائزة… إلخ، ام ان الوالي وحده، او الوالي وبعض خاصته هم من عملوا كل شيء؟!
من المفاهيم الخاطئة التي تسيطر على عقلية معظم المسؤولين في الدولة هو أن طرح الاسئلة حول اتباع الاجراءات الصحيحة معناه الطعن او التشكيك في ذمة المسؤول، ولكن لو تريث المسؤول قليلا ونظر بتروٍّ الى الجانب الآخر من الكوب، لاتضح له العكس تماما، فمثل هذه الأسئلة عن الاجراءات الادارية والمالية الصحيحة، هي في واقع الأمر حماية للمسؤول او الموظف، قبل ان تكون حماية للمال العام، حتى إذا تضح فيما بعد وجود بعض العيوب أو التجاوزات، كان المسؤول بمنأى عن الظنون والشكوك والمساءلات، وحتى لو تعرض للمساءلات ستكون بيده الحجة الدامغة على سلامة الاجراءات التي اتبعها.. والتي نبهته اليها او منعته من مخالفتها تلك الاسئلة والاحاديث..!!
لقد كان احد أبرز عيوب الوالي السابق الدكتور عبدالحليم المتعافي أنه انفرد باتخاذ القرار فأثار الكثير من الجدل بين الناس برغم انجازاته العديدة التي لا تخفى على احد، ولو كان يتبع الاجراءات الصحيحة لما تجرأ أحد بالحديث عنه.. ولكنه آثر الانفراد بالقرار فكان لا بد ان يتحمل كل التبعات، بدون أن يجد من يدافع عنه!!.
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
24 أغسطس 2010