وشهد منزل أسرة البوشي بضاحية المزدلفة بشرق النيل يوم أمس تجمعاً لرفقائه في الحزب وقياداته وأبناء الجيران وأقاربه فرحاً بإطلاق السلطات الأمنية سراح بوشي الذي غاب (22) يوماً لم يره فيها أحد أو يكلمه.
وفي المسافة الزمنية الفاصلة بين مداخلته في المنتدى ولحظة اعتقاله قال البوشي لـ (الرأي العام) إنه كان يعاني من كسر في أنكل رجله اليمنى، وأوضح أن مشاركته في ذلك المنتدى كانت صدفة، لجهة انه كان متواجدا بحرم الجامعة بتكليف من الحزب للإشراف على ترتيبات طلاب الحزب في انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وقال إنه لم يكن متواجداً في داخليات الجامعة أو مشاركاً في أي من أحداث طلاب جامعة الخرطوم، وإلا كانت الشرطة اعتقلته حسبما رؤى أنه عارض الشرطة في أداء واجبها.
وأكد أن اعتقاله تم من داخل حجرته، وأشار إلى أنّ طوال فترة اعتقاله التي امتدت لـ (22) يوماً لم تُوجّه له اية تهمة من خلال التحقيق الذي أُجري معه الذي استمر لأقل من (3) ساعات فقط بإدارة القسم السياسي لجهاز الأمن ببحري وتم نقلي الى سجن كوبر، وقال البوشي إنه كان تحقيقاً من أجل (التحقيق) فقط، وأكد ان المحقق الامني اقسم له (بالطلاق) أن اعتقاله ليس له علاقة بانتقاده د. نافع، وقال البوشي انه يصدقه، لاعتبار أن الاعتقال تم بعد نشر الفيديو وانتشاره بصورة واسعة بين رواد المنتديات، وذهب البوشي الى أن فترة اعتقاله في الحبس الانفرادي كانت أصعب أيامه واعتبر ذلك بمثابة العقوبة التي استحقها من انتشار الفيديو الذي صوّره طالب بالجامعة لا يعرفه وليس له علاقة بالحزب كما لا يعرفه أي من معارفه.
وذكر البوشي ان الطالب قابله خارج سور الجامعة ونقل له ذلك التسجيل على جواله وانتهى الأمر بينهما تلك اللحظة. وذهب البوشي الى ان ذلك الطالب ربما عمل على بث الشريط في المنتديات الإسفيرية. وأكد البوشي انه لم يتم تعذيبه من قبل معتقليه حسبما يتوقع من الجهات الامنية، كما أنّه ذهب إلى أن الاسئلة التي وجهت له لم تكن تجريمية أو تكشف عن تهمة بعينها.
وبالنسبة إلى الحاجة كوثر الشيخ والدة البوشي، قالت إن عودة ابنها الوحيد تساوي فرحة مولده، لجهة أن غياب ابنها من المنزل جعلت عقارب الزمن لا تمر أبداً. وزادت كوثر بأنها تعودت الصمود والصبر منذ استشهاد أخيها العقيد عوض الشيخ في تسعينات القرن الماضي، وأن فرحها اليوم لا يداينه فرح.
ووصف البوشي نفسه بأنه مجرد (جربندي) ويعمل رزق اليوم باليوم أحياناً صبي جزار وأحياناً حفار آبار ولم تشفع له شهادته في الهندسة الكهربائية.
وطالبت قيادات حزب البعث ببسط الحريات، كما طالب علي الريح السنهوري رئيس الحزب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة وخاصة الطلاب، وقال إنه ستبذل كل الجهود القانونية لاطلاق سراحهم، وطالب بضرورة تغيير قانون جهاز الأمن والمخابرات الوطني. [/JUSTIFY]
صحيفة الراي العام