«الصحافة» زارت فاطمة بعد اطلاق سراحها بمنزلها بالانقاذ جنوبي الخرطوم وسألتها عن اصل الحكاية فقالت فاطمة الحمد لله على كل حال والحمد لله الذي اظهر الحق وبرأني من هذه التهمة الخطيرة ..
وما حدث بالضبط هو انني تعرفت على شاب اوهمني بأنه يعمل بجهاز الامن والمخابرات الوطني، تبدو على محياه كل علامات التقوى والورع والانضباط ، فكان ان تم التعارف وتقدم الى خطبتي ووافق الاهل، وبعد فترة قصيرة، تم القبض عليه وادخل الى السجن .. وفوجئت بذلك، وقمت بزيارته وسألته عن سبب دخوله السجن ، فقال لي ان سلاحه قد سرق منه وبالطبع لم تكن تلك هي الحقيقة..!
وتكررت زيارتي لي، لأنه لم يكن من اللائق التخلي عنه في محنته وقررت الوقوف بجانبه، وتصادف دخول شهر رمضان المعظم، فطلب بعض مستلزمات الصيام، وبالفعل حملتها له واثناء توجهي الى سجن سوبا ، قابلني احد اصدقائه ويدعى «احمد» فطلب مني حمل بعض الاغراض لخطيبي وكانت عبارة عن كيس به فاكهة وشاي واكياس سكر صافي فحملتها بحسن نية.. ولم اكن اعلم اني احمل حشيشا وعند مدخل (الزيارة) اوقفتني (جنابو مروة) وقامت بتفتيش الاكياس وسألتني هل هي كلها لك؟ فقلت لها (الدقيق وبعض حاجات رمضان) بتخصني والسكر والشاي والفاكهة اعطاني لها شخص صديق لخطيبي، فكانت المفاجأة ان اكياس السكر كانت معبأة بالحشيش ، فأصابني الذهول، ولم اع بنفسي الا وأنا محاطة بالشرطة التي اقتادتني الى حراسة سوبا وقضيت (4) ايام على ذمة التحقيق وافرج عني بضمان شخصي بعد ان وجهوا لي تهمة تحت المادة (20أ) من قانون المخدرات..
الا انه تم تعديل الاتهام الى (16أ) من قانون المخدرات واعيد القبض عليّ ثانية واحالوني الى سجن النساء بأمدرمان وقضيت حوالي شهر ونصف الشهر في الانتظار ..!
وتضيف فاطمة بعد ان تم القبض عليّ انكر خطيبي معرفته بي وقال لا صلة تربطني بها ولا اعرف من هو احمد الذي ذكرت اسمه، وبعد ضغوط وتحريات عاد واقر بأني خطيبته، وواصلت في تلك المحنة اكتشفت ان خطيبي لا صلة له بجهاز الامن وانه مقبوض عليه في قضية مالية لا اعرف تفاصيلها.. ولم اكن اعلم انه يتاجر في الحشيش . والتقطت والدتها زهراء ابكر طرف الحديث وقالت لقد هزنا الخبر ولم نكن ندري كيف نتصرف، فصليت ركعتين لله وظللت اردد حسبي الله ونعم الوكيل، لقد كان الخبر فظيعا وكنت اذهب الى المحكمة الا انني لا استطيع الدخول الى قاعة المحاكمة، وفي يوم القرار توكلت على الله ودخلت والحمد لله الذي اظهر الحق…
وتواصل فاطمة قائلة، انا ادرس في السنة النهائية بكلية الاقتصاد جامعة افريقيا وقد زارني عدد كبير من زملائي وادارة الجامعة بالسجن، فلهم خالص الشكر، واذكر ان بعض الناس كانوا يقولون لي لقد دمرتِ نفسك وضيعت مستقبلك ، فهذه الجريمة عقوبتها السجن (20) عاما على الاقل..!
وحقيقة كنت ادخل جلسات المحاكمة وانا جثة تمشي على رجلين، لم اكن افهم شيئا مما يدور حولي وكانت تجربة مريرة خرجت منها بدروس وعبر، وافقدتني الثقة في الآخرين واقتنعت بأن المظاهر خداعة..
وختمت فاطمة حديثها قائلة كنت طوال فترة حبسي ومحاكمتي اردد الآية الكريمة (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) – صدق الله العظيم
مصدر شرطي رفض الكشف عن هويته قال لقد شاع اخيرا ترويج تجارة الحشيش داخل السجون، فصدرت توجيهات بتكثيف المراقبة الداخلية والتدقيق في الزيارة وتفتيش الزوار تفتيشا دقيقا، وما حدث بالنسبة لقضية الطالبة، فقد شكّت الشرطية في مدخل الزيارة فيما تحمله من اكياس ولفت نظرها الطريقة التي وضعت بها اكياس السكر وسط الفاكهة والشاي فرفعت كيس السكر ووضعته على انفها فشمت الرائحة..! الصحافة