فدوى موسى

السوق.. الغالي متروك

[ALIGN=CENTER]السوق.. الغالي متروك [/ALIGN] دخلت السوق والأصوات تتعالى هنا وهناك كل ينادي على سلعته بما يهوى «الجرد.. الجرد..».. «جينا بالطيارة وبعنا بالخسارة..».. والشاهد أنهم لم يبيعوه بالخسارة .. كم هائل من البضائع التي يستحيل عليك أن تدرك مصدرها.. الأواني والعدة قرب الملابس.. الخضار مع الأدوات الكهربائية.. ولا تحس بالاستغراب أن صادفت من يبيع الأمواس وأدوات الحلاقة قرب بائع الدكوة والليمون.. لا شيء ينبئ عن عدم اعتياد الناس لهذا الجو التسوقي.. لمحت تجمهراً كبيراً أمام أحد المحلات ينادي على مدخله رجل يحمل مكبر صوت «كل شيء بألفين..» وفي لمحة بصر وجدت نفسي في كرش المحل.. عن يميني الأواني المنزلية «عشق المرأة السودانية»، عن يساري الأدوات التجميلية والعطور ودون أي تردد وجدتني اتجه نحو «الكبابي والصحانة والحلل» كما قلت إنها الحالة النسوية السودانية الخاصة.. وفي ظل ألفين تبضعت في حدود الممكن.. وعرجت على «الفراشة».. كيس ليمون كيس برتقال.. حتى الطماطم المتروكة لم يسعني إلا أن أعطها نظرة فاحصة لعلها بهذه النظرة تشبع نهم الشراء الذي هجرناه للطماطم في فقه «الغالي متروك».. وحقيقة السوق الذي أتحفنا برخصة الأواني عذبنا بغلاء المواد التموينية.. ونحن مشهورون في هذا الشهر باستهلاك كميات كبيرة من السكر والبلايل والصلصة والزيت و.. و… والتي صارت مجنونة الارتفاع في أسعارها.. ورغم ذلك أحسست بأني أنجزت (بعدد اثنين جك.. صحنين.. ست كبابي .. ليمون … دكوة) وفررت بنفسي إلى قلب المركبة العامة والغالي متروك.

ü تدرج التزامات:

التزامات الشهر الكريم تتدرج من الإعداد الأولي للشهر مع انقطاع أيامه الأولى يتهيأ البعض لتوفير احتياجات العيد.. قد يقول قائل إن (الشفقة شنو؟).. فذات النساء اللائي أعددنا الآبري قبل عدة أشهر من رمضان يطمعن في إعداد مستلزمات العيد باكراً.. ولا تستغرب أن تصل إلى أنفك روائح الخبائز بعد أن تعتقت بروائح الآبرى الحلوة المرة.. وتخشى فيما تخشى أن تستمر موجة جنون الأسعار دون رقيب حتى تفقد الصائمين فرحتهم بتدرج هذه الالتزامات المحببة لكل من أقبل صائماً محتسباً.. فهل يا ترى أحجمت الحكومة عن أي برنامج يحاول أن يخفف من هجمة الغلاء على جيوب وعقول المواطنين؟.. نعم الحكومة في اتجاهات كثيرة مشغولة بقضايا هامة، ولكن من قال إن تجنيب المواطنين مضار الجشع والغلاء أقل أهمية من تلك القضايا؟.. عموماً رمضان كريم وحالات التكافل التي ينعم بها المجتمع السوداني والتي تسد فرقات من أوجب واجبات المسؤولية والرعاية، تظل سنداً للقوي عندما يصير ضعيفاً والعفيف الذي يواري حاجته وراء عزة منيعة.

üآخرالكلام..

الشهر يمر ولحظاته المعتقة بالرحمة والغفران والعتق تتسلل من بين الأيادي.. فلا تسمحوا للسوق أن يكون «بعبعاً» تخشونه..

سياج – آخر لحظة – 18/8/2010
fadwamusa8@hotmail.com