معجزة الشوال ..!!

[ALIGN=CENTER]معجزة الشوال ..!![/ALIGN] * اعطونى عقلكم واستمعوا لهذه القصة القصيرة عن كيف يمكن للمرء ( حكومة أو شعبا أو مواطنا) أن يحول الفشل الى نجاح ويصنع من الفسيخ شربات، إذا اراد ..!!
* فى عام 2004 كادت سلطات التعليم بولاية النيل الابيض ان تصدر قرارا باغلاق مدرسة ( الشوال الثانوية ) لقلة عدد طلابها ( 67 طالبا وطالبة) والمستوى المتواضع وتصدع المدرسة ..إلخ، وذلك بعد الهجرة الجماعية لمواطنى منطقة الشوال والمناطق المجاورة الى الخرطوم بسبب انعدام مقومات الحياة.

* الآن صار عدد الطلاب والطالبات ( 380 ) واعيد افتتاح مدرسة الطالبات التى كانت قد اغلقت، وارتفع عدد الجالسين لامتحان الشهادة الثانوية من (41 الى 144 ) كما ارتفعت نسبة النجاح من ( 63% الى 88 % )، وزاد عدد التلاميذ والتلميذات بمرحلة الأساس وارتفعت نسبة نجاحهم الى ( 100 %).

* وفى العام الماضى عين ثلاثة من خريجى المدرسة الثانوية بعد اكمالهم للمرحلة الجامعية مساعدى تدريس ( معيدين) بجامعتى علوم التقانة والامام الهادى وهم الطيب رجب والتوم عبدالمجيد حمد السيد وبشرى فرج الله محمد احمد، وحصلوا على منحة لدراسة الماجستير .. بدلا عن مصيرهم الذى كان سيكون فى كف عفريت لو اغلقت المدرسة ..!!

* هذا النجاح الباهر جعل العديد من الاسر تعود الى المنطقة وتنقل ابناءها من مدارس الخرطوم الى مدارس الشوال، بل ان بعض طلاب الخرطوم انتقل الى مدارس الشوال وتزوج احدهم من المنطقة واستقر فيها .. !!

* وعادت الحياة الى المركز الصحى والسوق والمسجد ويبذل اهل المنطقة الآن محاولات لاعادة الحياة لمشروع الشوال الزراعى ..!!

* بربكم .. أليست هذه معجزة ، فما السبب ؟!

* نكمل القصة أولا .. عندما همت السلطات باغلاق المدرسة نهض اهل المنطقة بمبادرة من ابنها المغترب على يسن الكنزى لصيانة المدرسة وتزويدها بما يلزم والاتصال بالجهات الرسمية لتوفير المدرسين والكتب ..إلخ، وببعض الصحفيين لزيارة المنطقة والكتابة عن المشكلة.

* ثم جاءت النقلة الكبرى عندما تبرع الدكتور معتز البرير رئيس جامعة علوم التقانة بمنحتين، ثم اربعة لاحقا، لابناء الشوال للدراسة بالجامعة، وتلاه كل من البروفيسور قاسم بدرى مدير جامعة الاحفاد للبنات والدكتور ابوبكر مصطفى مدير كلية كمبيوتر مان والدكتورة بخيتة الهادى المهدى مديرة كلية الامام الهادى المهدى .. وكانت المنح بمثابة المغناطيس الذى اعاد الطلاب لمقاعد الدراسة حتى من الخرطوم، ومنجم الذهب الذى يتنافس الكل للحصول عليه .. والنور الذى اشاع الامل فى الشوال واعاد اليها الحياة من جديد ..!!

* ألا تستحق هذه القصة أن تكتب بمداد من ذهب وتعلق على أعلى مكان فى السودان ؟!

* أما السبب فهو واضح ولا يحتاج الى توضيح.. عزيمة الانسان عندما يريد ان يكون، وأهل الخير الذين يسخرهم له الله لقضاء حوائجه، عندما يسعى فى عمل الخير.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
16 أغسطس 2010

Exit mobile version