{ وكنت قد التزمت للبروفيسور «علي شمو» بأن أتوقف عن الكتابة في هذه القضية (المهمة جداً) بالنسبة لي، و(غير المهمة) بل (الانصرافية) في اعتقاد آخرين، لا يعلمون، لكن الله يعلم خائنة (الأعين) وما تخفي الصدور.
{ غير أن (الهمبول) – وهو خيال المآتة – «ضياء بلال عبد المعبود» وهذا اسمه الكامل، لم يرعو، فانتفخ مرة أخرى انتفاخة هوجاء، كالهر يحكي صولة الأسد، دفاعاً عن وظيفته، وراتبه، ومصاريف «رنا» وأخواتها، وعن كرامة وكبرياء سيِّده الأكرم «جمال بن محمد عبد الله» الشهير بـ (الوالي) رئيس مجلس إدارة أي (حاجة) في البلد.. !! مسكينة البلد!!
{ كنتُ لا أود الاسترسال في هذه المعركة (الفرعية) التي تعتبر واحدة من بنود الخطة (الكاملة) لإقصاء و(إحراق) العبد لله الفقير «الهندي بن عز الدين» ثم نثر رماده في الهواء، فيرتاح من إزعاجه الفاسدون.. والفاشلون والظلاميون في المجموعات (الطفيلية) التي تعودت أن تأكل من جسد دولتنا، وتنخر من عظمها، وتشرب من دمها، على طريقة مصاصي الدماء..!! وهكذا فإن – ضياء وبدون ضياء – كشف عن المخطط الآثم في تقيؤه الأخير عندما قال يخاطبني بالحرف والنقطة: (ماذا ستفعل أنت إذا اكتمل مشروع إقالتك من رئاسة التحرير؟! بالقطع لن تعود للكرسي مرة أخرى)!!
{ بغباء يُحسد عليه، فضح «ضياء» خطة الذين ائتمنوه على (بعض) تفاصيل المؤامرة القذرة التي لا تستهدف الهندي في شخصه الزائل، بل قلمه، ومنصبه الذي صنعه بكد السنين، وسهر الليالي..!!
{ يريدون أن يطيحوا برئيس تحرير الصحيفة (الأولى) في البلاد، لأنه ضايقهم كثيراً، وأزعجهم أكثر، وتحولت الصحيفة – دون إذن منهم – إلى (مؤسسة سياسية) يسعى لتحيتها مولانا الحسيب النسيب السيد «محمد عثمان الميرغني»، ويستقبل رئيس تحريرها دون خلق الله من رؤساء التحرير الآخرين، وفي كشف السكرتارية (4) طلبات (قديمة) لمقابلة (مولانا) والحوار معه..!! لكنه اختار الهندي عز الدين !! لماذا؟!
لأنه أصبح رئيس تحرير بقرار (استثنائي) من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات!! وياله من قرار، ويا له من استثناء (تاريخي) أتى أكله، رغم أن المجلس أصدر أكثر من (10) – عشر – قرارات في سنوات سابقة باستثناء (10) صحفيين كبار، قادرين ومؤهلين لشغل منصب رئاسة تحرير صحف (سياسية) من شرطي سنوات الخبرة، أو المؤهل، وهذا حق المجلس بموجب القانون، فهو – وحده – الذي يقرر إن كانت نسبة نجاح في الشهادة السودانية تبلغ (50%) مع مؤهل من جامعة القرآن الكريم تكفي لتأهيل أي (همبول) لوظيفة رئيس تحرير، أم أن هناك ميزات ومواصفات، وقدرات أخرى ينبغي أن تتوفر؟!
{ والمجلس الذي يرأسه العالم المبجل البروف «علي شمو»، لا يمكنه أن يخضع للابتزاز، كما وصفه «ضياء بلال»، وعميد الإعلام بالجامعات الرجل المهذب، والمحترم، الدكتور «هاشم الجاز»، الأمين العام السابق للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، لا يمكنه أن (يجامل) أو (يحابي) الهندي عز الدين، وقد كانت بيننا خلافات، ولم نكن يوماً أصدقاء، كما لم يكن (المؤتمر الوطني) وأجهزته راضياً عني أيام (ولادة) الأهرام اليوم، لكن إرادة الله الغلابة، ومصداقية وتجرد وأمانة «هاشم الجاز»، ورجاحة عقل (جميع) أعضاء المجلس، جعلتهم يجيزون اسمي رئيساً للتحرير (بالإجماع) في قرار هو – حقاً – استثنائي، فلم أخذلهم، ولم أهزمهم، عندما قدمت للصحافة السودانية هدية قيمة اسمها (الأهرام اليوم).. وكفى..
{ هل (الأهرام اليوم) صحيفة (صفراء)، سياستها (الإثارة) وهدفها التربح ولو على حساب المصداقية والمهنية، كما تفعل صحيفة «جمال» و«ضياء»؟! هل هي صحيفة كاسدة، وخاسرة، ويتم دعمها – شهرياً – بمئتي ألف جنيه من مصادر (غير معلومة)؟! هل يعاني محررو (الأهرام اليوم) والعاملون فيها من تعسر في حصولهم على المرتبات والحوافز بعد اليوم (التاسع والعشرين)، أكرر التاسع والعشرين، من ذات الشهر؟! الإجابة على الأسئلة أعلاه: لا.. لا..لا.. ودونكم محررو (الأهرام اليوم) وقراؤها..
{ وإذا كانت الاجابات تقول: (لا)، فهذا يعني أن الهندي عز الدين نجح، واستحق رئاسة التحرير، وعن جدارة، رغم حقد «ضياء»، ومشايعيه، ومساندته (في الخفاء)، (الكبار) و(الصغار)، وقلوبهم (السوداء)، وعيونهم (الحولاء).
{ أدلف مباشرة إلى الإجابة على (سؤال المؤامرة): ماذا ستفعل إذا اكتمل مشروع إقالتك من رئاسة التحرير؟!
{ الإجابة التي ينتظرها (بعض) الكبار في (المؤتمر الوطني) وفي المجالس التشريعية (الولائية)، والأندية (الرياضية)، وبعض الموظفين المأمورين والمجبورين على تنفيذ (الأوامر) و(التعليمات) تقول: (سأصبح رئيساً لمجلس الإدارة في صحيفة جديدة وخاصة، أملك معظم أسهمها، مع نسبة أقل لشركاء، لأنني أستفيد من التجارب السابقة المفيدة، والمريرة).
{ خططي كتاب مفتوح، وبرامجي تبث على الهواء مباشرة، ولا تحتاج إلى اجتماعات (ليلية)، ولا (غرفة عمليات)، ولا إلى توجيهات، ولا رعاية (مليارديرات).. مالهم مال الشعب.. وشركاتهم ملك الشعب..!!
{ لقد تدرجتُ في (سلالم) الصحافة السودانية، عتبة.. عتبة.. من محرر متعاون، إلى محرر، إلى رئيس القسم (السياسي)، ورئيس قسم «الأخبار» إلى مدير تحرير، ومستشار تحرير، ثم نائب رئيس تحرير، ثم رئيس تحرير، وكاتب عمود يومي، بالإضافة إلى العمل كمقدم برامج تلفزيونية ومراسل صحف وقنوات أجنبية، وكل ذلك على مدى (16) عاماً من الزمان، وهي تكفي لأصعد إلى المرحلة الختامية وهي رئاسة مجلس الإدارة كما فعل أساتذة الصحافة في العالم العربي «هيكل» و«أنيس منصور» و«إبراهيم نافع» و«حسن ساتي» في السودان، على ألاَّ يكون ذلك بالتعيين، بل بالتأسيس (الخاص) لشركة خاصة، لا يرأس مجلس إدارتها (رجل أعمال) أو رئيس ناد لكرة القدم، شركة لا علاقة لها بأيَّة جهة سياسية أو حكومية، تماماً كما شاركت في تأسيس صحيفة (آخر لحظة) التي تتجاوز – الآن – صحيفة (السوداني) بأكثر من (5) آلاف نسخة، وصحيفة (الأهرام اليوم) التي قمت بتأسيسها ابتداء من اختيار (الترابيز) و(المقاعد) و(إيجار البيت)، وانتهاء (بالماكيت) و(المينشيت) (الأول) و(الأخير)..!!
{ لعلك تعلم عزيزي (الهمبول) ويعلم من وراءك، أن رئاسة مجلس الإدارة، لا تحتاج إلى (إذن) من السيد السفير «العبيد أحمد مروح» الأمين العام (الحالي) للمجلس، وأعضاء لجنته أو مجلسه الموقر، وسأدفع لهم باسم رئيس تحرير مكتمل الشروط، كامل المواصفات، كامل الأخلاق..!! فماذا سيفعلون من بعد ذلك؟! هل سينفذون القانون واللوائح.. أم التعليمات والتوجيهات؟! ستكون المحاكم بيننا مفتوحة، حينها، وسأكون متفرغاً تماماً للقضية، وأظنكم تعلمون -جيداً – أن القضاء السوداني عادل جداً، وراغب جداً في تحقيق العدالة، ولا يحب (المسخرة)، و(اللولوة) التي غطَّست حجر البلد!! كل البلد!!
{ تلاحظون – سادتي – أنني أجتهد أن أكون مهذبا جداً في هذا الرد، احتراماً للجنة الوساطة التي يقودها رئيس محكمة التحكيم الدولية البروفيسور «كامل ادريس» وتقديراً لأستاذنا البروفيسور «علي شمو».
{ ذكر المدعو «ضياء» جملة من الأكاذيب المكررة عن (حالات طرد) تعرضت لها خلال مسيرتي (الحياتية) و(الصحفية)، أبرزها ما ردده بعض الساقطين في مراحل سابقة من وحي خيالهم المريض عن (طردي) من مكتب السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية حيث عملت هناك في العام 2000، مستشاراً صحفياً لمدة (شهر واحد). والحقيقة أنها ربما كانت (الاستقالة) الوحيدة والغريبة التي تشهدها تلك الدواوين الرئاسية التي يسعى الكثيرون – من أمثال «الضو بلال» – للتمسح ببلاطها، والتمرغ في ترابها، ولن أزيد، فالسيد النائب الأول الأستاذ «علي عثمان محمد طه» حي يرزق – متعه الله بالصحة والعافية – ومدير مكتبه السيد «إبراهيم الخواض» أيضاً حي يرزق، وما زال يعمل في ذات الموقع، وأعتقد أنه كان من الأدب واللياقة عدم زج هذا (البو) المتهور «ضياء» وأشباهه، بالمقام الرئاسي في حملات الأكاذيب والافتراءات.
{ أما عن مكتبة البشير الريح العامة بأم درمان، فقد كنا مجموعة من الشعراء الشباب بمختلف الاتجاهات السياسية والفكرية، نرتاد المكتبة مساء كل (اثنين) في منتدى أدبي شعري، وكان «ضياء» طالباً يسعى إلينا (كداري) ليسمع أشعارنا، وهو في مقاعد المتفرجين، لا يحق له المشاركة أو التعليق، فلم يكن شاعراً، ولا أديباً، ولا ناقداً، وأظن أنه لم يكن (مستمعاً) جيداً، وإلا لتطور، وانصلح حاله (لغوياً) على الأقل، خاصة في ما يتعلق بـ (الإملاء)، حيث لاحظت – لاحقاً – في مرحلتي صحيفتي (الوفاق)، و(الرأي العام) أنه مازال يقع في أخطاء (إملائية) فادحة، ومخجلة، عندما لا يميز الفرق بين (القاف) و(الغين)..!! يا سبحان الله.
{ أنا لم أطرد من أي مكان في حياتي والحمد لله، سوى المؤتمر التنشيطي الأخير للمؤتمر الوطني، وقد كان طرداً خجولاً، إذ بعثوا لي بأحد أفراد (التأمين) ليسألني: (أين ديباجتك؟!) فقلت له: (ليست لدي ديباجة)، وعندما اشتد جدله معي حول (ديباجة السرور)، غادرت مكان المؤتمر، غير آسف عليه!! ثم دبجت مقالاً ساخناً، أغضب قيادة (المؤتمر الوطني)، ثم بلغ الغضب ذروته عندما كتبت مقالاً عقب تشكيل الحكومة الأخيرة قلت فيه (عذراً لا أستطيع إكمال هذا العمود)، ثم مقالات أخرى، دفعتهم لترشيح الوزير بولاية النيل الأبيض «عبد الماجد عبد الحميد» رئيساً للتحرير في صحيفة صنعتها وحدي، ولم يصنعها معي قادة (المؤتمر الوطني)!!
{ سادتي الأعزاء، قراء (الأهرام اليوم)، يردد البعض في الوسط الصحفي مقولات كذوبة يطلقونها على منابر (النبل) المزيف والمهنية المفترى عليها، مفادها أن القارئ لا يستفيد من هذه المعركة، وأنها ملاسنات شخصية، وأنها إساءات.. و..!!
{ والحقيقة غير ذلك تماماً، فالسيد «ضياء» لا يمثل شيئاً بالنسبة لي، ولا يقف حجر عثرة في طريقي، فهو ما يزال في البدايات، ويحتاج إلى الكثير، ليتحرر من قبضة (الأسياد)، ويعلن استقلاله من استعمار (أثرياء زمن الغفلة).
{ ضياء – وبدون ضياء – أداة صغيرة من أدوات تنفيذ (مشروع إقالة الهندي عز الدين) كما ذكر بنفسه، مسجلاً اعترافاً نادراً للرأي العام، ولهذا فإنني عندما أطلقت عليه بعض سهام، فإنني لا أعنيه، ولكنني استهدف من وراءه، ليخرجوا إلى المواجهة، وقد خرجوا بالفعل، عرفناهم، وحفظنا ملامحهم، وأخذنا بصماتهم..!!
{ إذن، هي ليست معركة شخصية، ولا جانبية، فماذا يستفيد القارئ من هجومي على رئيس محلية الخرطوم، أو أم درمان، أو والي الخرطوم، ثم لا أفيده بتفاصيل معركتي (الأساسية) والفاصلة مع رموز الفساد السياسي والاحتكار (المالي) في بلادنا؟!
{ هذه الرموز تريد أن تتخلص من هذا القلم، لكن إرادة الله غلابة، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). صدق الله العظيم. الأهرام اليوم