الحاج موسى من تخوم القضارف تسكن أسرته فى السلمة الخرطوم،هو يعمل بالرعى وذهب ابنه العوض ليبحث عن حظه فى ذهب الصحراء،لما وجده والده كان منهمكا فى حفر بئر مع رفقته فطلب منه الذهاب توا ولكن مرافقيه جعلوه يبيت حتى يجدوا له عربه تنقله الى ابوحمد لمسافة تصل الى الف كيلو متر من الوادى الذهبى،قبل ان تشرق الشمس أخذ الوالد بعد ان صلى الصبح يعبث بالرمال التى حوله متسائلا كيف يجدون الذهب وقد كان ربع كيلو من الذهب يتقلب بين يديه دون ان يدرى يختلط بالرمال التى يعبث بها متسائلا،اكتشفوا حين توسطت الشمس كبد السماء ان مرقد الرجل الذى أتى ليسوق ابنه مكتنزة رماله بالذهب أخذ الحاج موسى نصيبه الذى وصل الى ربع كيلو من الذهب باعه بستين مليونا من الجنيهات..
يقول لى ابنه الآخر الذى كان يعمل فى مجال النجارة وقد كان عائدا من أودية الذهب ليلة الأمس أن والده عاد للعاصمة ومنها الى القضارف جيث اشترى له سعية وخراف من مال قبقبة وترك ابنه هناك ليجرب حظه ،بل حثنى على أن أترك نجارتى وأذهب للصحراء ،فقد حصلنا على ماقيمته 200 مليون من الجنيهات العام الماضى نستثمرها فى مجال السعية ،نربى الخراف ونبيعها فى مواسم الأضحية،ابى موسى الآن يسرح ببهائمه بين القضارف والبطانة لم يتجه للذهب مرة أخرى حتى بعد اكتشافه فى أودية البطانة ..فقط يمسك بمسبحته ويشكر الله على رزق ساقه له ..هو يهتم ببهائمه ورعايتها فقط فهى بمثابة ذهب لمن يعلم..اما أنا وأخى العوض فنتبادل فى الذهاب والبقاء فى الخرطوم.
الراي العام