نحن في حضرة سيد التجربة…يهجأنا إياها حرفا» حرفا» ..ويقارب بين مفارقات فجوة الأجيال…ونتمنى ان يليق الحوار بمستوى جماله…
?عتبة اولى نلج بها هذا الحديث أول آلة موسيقية عرفتها هي ؟
الصفارة الصغيرة.
*عراب الكابلي من هو؟
حسن عطية…فقد كان له لون خاص تميز به وهو (أكله للكلام) وأذكر طرفته مع أحد معجبيه عندما طلب منه توضيح الكلمات فرد عليه ممازحا»: (أنا بغني ما بملي)..وعندما رددت أغنياته:اعتبرني الناس مترجما» له.
*إحدى الإعلاميات الخليجيات ذكرت لي أنك معروف في الخليج بـ(فنان المعلقات)…ما تعليقك؟
أفتخر بإجادتي لأصول اللغة العربية الفصحى…والمتنبي يهز وجداني… …وفي ذاكرتي تلك الإعلامية الخليجية التي طلبت مني خلف الكواليس بالتغني بإحدى المعلقات…فسألتها: هل لك صلات مع السودانيين…فقالت: يا أستاذ تربطني علاقات طيبة مع جيراني السودانيين…ومنهم أيقنت جيدا» من هو الكابلي.
*علاقتك بالصوفية والمتصوفة؟
يا ابنتي نحن السودانيين متصوفون بالفطرة…فأول ما درسناه كان بالخلوة… وأول ما لحن لنا من كلمات عن طريق النوبة. وأول سلم للرقص هو (الذكر الصوفي )…يا له من مشهد لا تضاهيه صالات الباليه…
*بمن تأثرت؟
أحترم كل أهل الصوفية ومريديهم وقد تأثرت منذ فترة الصبا بأناشيد الطريقة القادرية وقد ظهرت في الايقاعات التي وضعتها لقصيدة (المولد) لشاعرنا المتميز محمد المهدي المجذوب ثم في بعض المدائح مثل (قالوا الحجيج قطع) لشيخنا ود ابوكساوي الى جانب ما ألفت من كلمات ولحنت مثل (يا رب العباد) (ويا رب صلي على النبي).
*تكريم الفنان؟
حب الناس لفني أغلى ما قدم لي…وسعدت بأي تكريم لي…وتغنيت لمصر بأربعة أعمال …ولكن……
*وأنت المطلع على المشهد الفني موقف الأغنية السودانية الأصيلة وسط هذا الزخم؟
ما زالت بخير وستزال…لأن (الأصالة) هي الباقية دون منازع…
*تجارب مثل (أغاني وأغاني) و(نجوم الغد)؟
التحية والإحترام للأخوين السر قدور وبابكر صديق…والتجربتان جيدتان… بالرغم من حضورهما وسط زحمة برامج متشابهة في مختلف القنوات العربية.
*ما تعيبه على مثل هذه البرامج المتشابهة؟
إنها نسخة عربية لبرامج غربية…لا ابتكار ولا تطوير..
*وما ينقص الشباب؟
(الإبداع الواعي)..أن يكون للفنان لون وخط خاصين به…لا مواصلة مسيرته بأغاني الغير التي أثبت بها حضوره الأول الإبداعي.بالإضافة لملحن جيد يلحن له…
*الفجوة بين الشباب والأغنيات العملاقة؟ وبمعنى أدق هل الكابلي فنان المثقفين؟
إجادة اللغة العربية الفصحى من الصعوبات التي تواجه جيلا مصدر معرفته الفضائيات في ظل الإيقاعات السريعة …
*(الأغنية الشبابية) صدى إيقاعها الإيجابي لدى الكابلي؟
معتز صباحي شاب يمتلك إمكانيات ضخمة .وعصام محمد نور (صوت ريفي رويان بالحنية) وشريف الفحيل …والأصوات النسائية جيدة على الساحة من أمثال ريماز ميرغني.
*والسلبي؟
لا أستمع إليه ولكن قد أسمع عنه …فقبل فترة حدثتني إحدى صديقات ابنتي عن (حرامي …وتلب…ورامي ورندة وبرندة) يريد بالسقوط بالجيل في الهاوية بدلا عن الارتقاء بالذوق العام وإحلال قيم المجتمع…والكلمة الأصيلة هي التي تبقى في الذاكرة…والأخرى هي التي يسرقها الحرامي مع ما يسرق من قلوب.
*أنتم كرواد أغنية كان لكم القدح المعلي في إنتشار الاغنية السودانية خارجيا ولكن لماذا أخفق الشباب في هذه الرسالة ؟
الدول والحكومات تقتسم مع الفنان الحقيقي مجده وقد ادركت الدول المتقدمة والدول بأهلها هذه الحقيقة وهي ان الفن القادر على إقناع العقول والمشاعر هو وجه حياة خطير ويستحق الاهتمام به .. وهناك جانب مهم وهو ان الفن تدنى ولم يواكب طموحات المدركين لاهميته في الحياة فعلينا ان نبحث عن الخلل في حياة مجتمعنا وما ذلك لان الفن الحقيقي القادر على إبلاغ الرسالة هو مرآة صادقة يرى المجتمع نفسه فيها .
*دور وسائل الإعلام ومنابر الفن بكل ضروبه؟
يتمثل في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع…وتعزيز قيمه الأصيلة الموروثة…
*ودور الشعراء؟
أن يأتوا (بنصوص ممتلئة) عالية جدا من ناحية الشكل والمضمون..وان تكون اللغة فيه فاتنة.لا ان يأتوا بكلمات غير صحية.
*والنقاد؟
الناقد الحقيقي ناتج عن ثقافة عالية جدا…أعلى من ثقافة النص…ونحن بحاجة إلى ناقد يبرز جماليات النص ويفك الرموز,والإفادة مطلوبة وتوظيف الرأي في مصلحة النص(النقد الإيجابي) وليس انتقاما من الشخوص أو لمجرد إستجلاب المفردات…
*إلى ماذا تحتاج الساحة الفنية الشبابية؟
إلى تجارب لها حضور(ناضج)…ولوصول الشباب إلى هذه المرحلة …هم بحاجة إلى ضوابط…والنجاح ليس له عمر وهو ليس حكرا على أحد..وإلى شباب لا يستعجل حتى يصل إلى شهرة اصيلة تضع بصمتها على كل مناسبة وقضية.
*دعنا نشاكسك قليلا… بين السياسة والفن؟
الفنان إنسان حساس لا يقوى على تأثير المشاهد القاسية كالدم والحروب والمجاعات وبالتالي فهو لا يتسبب في أذى البشرية… وللفن بكل ضروبه لغته الهادئة السلسة في تصحيح المفاهيم والتصورات وأعتبر الفن أهم من السياسة. [/JUSTIFY]
الراي العام