الحادثة التي كانت لمواطن مسافر بين العاصمة الرياض ومحافظة حفر الباطن (شمال) بدأت عندما فقد السائق التحكم في سيارته لتتصاعد سرعتها لتصل إلى 220 كم بعد تثبيتها على السرعة الأولى. رجال الأمن الذين تواصلوا مع السائق واجهوا خطر دخول السيارة لمناطق سكنية ليتم استئذان السائق في إطلاق الرصاص على الزجاج الخلفي على أمل توقف السيارة وذلك بعد نصيحة من مجموعة من الشباب قالوا إن ذلك ناجح من خلال تجارب سابقة.
قائد السيارة قال إنه لم يتمكن من إيقاف السيارة أو تخفيف سرعتها وأنه حاول تثبيت السرعة على 120 كم ليفاجأ بها تتصاعد إلى 220كم في سيارة من طراز “لاندكروزر” 2010.
الطريقة التي يؤكدها شباب ومراهقون وهواة في هذا المجال قالوا إن كسر الزجاج في هذه الحالة من شأنه أن يحدث تخفيفا للضغط داخل السيارة، وإن كانوا لا يملكون تفسيرات علمية وواقعية لذلك إلا أن الأمر نجح في تغيير الضغط داخل السيارة وفك تعليق مثبت السرعة الآلي.
هذا فيما قال مدير مرور حفر الباطن المقدم ضيف الله الجبلي “أطلقت ثلاث طلقات على السيارة، أخطأت الأولى. بينما أصابت الطلقتان الأخريان زجاج السيارة، لتنخفض سرعتها، وتتوقف تماماً قبيل خمسة كيلومترات من مدخل حفر الباطن. هذا ليس بطوليا، بل هو واجب يمليه علي وطني وشرف المهنة التي أنتمي إليها”.
يذكر أن حالات تعطل خاصية “مثبت السرعة” بدأت تشعل جدلا بعد تكرر حالات واجه فيها عدد من المواطنين خطر الموت وقامت فيها الدوريات الأمنية بالتصرف على طريقة بعض الأفلام الأمريكية مثلما حدث لشاب عشريني قبل فترة وجيزة، عقب تعطُّل مثبت سرعة سيارته اليابانية الصغيرة، موديل ٢٠11 وهو يسير على سرعة 140 كيلو متراً في الساعة على طريق الخرج – الرياض حيث قامت الدوريات بمرافقة السيارة وفتح نقاط التفتيش. ومن خلال التواصل بالجوال ساندته 12 دورية للشرطة فتحت أمامه كل الحواجز وحولت المسارات للطرق السريعة حتى توقفت السيارة أخيرا نتيجة نفاد الوقود.
هذا فيما ينصح فنيون من يتعرض للمشكلة باتخاذ الاحتياطات الأمنية والمرورية اللازمة، ومحاولة تهدئة سرعتها بالدوس على دواسة الفرامل بشكل خفيف مستمر مع استخدام فرامل اليد وبشكل خفيف وتدريجي أيضا حتى تنخفض سرعة السيارة للحد المعقول ومحاولات (تفضية القير) وإطفاء المحرك.
حالات أخرى
وكان مواطن كويتي قد روى لصحيفة “الأنباء” الكويتية لحظات مرعبة مر بها لنفس السبب، وقال للصحيفة في 11 سبتمبر 2011 “رأيت الموت بعيني على مدار 170 كيلومترا تشهدت أكثر من مرة وشعرت بأن الموت قريب مني إلى أقصى حد ممكن، كنت أسير بسرعة تصل إلى 190كم وأنه وبشكل فجائي وجد أن كل آليات المركبة قد توقفت عن الاستجابة”، مضيفا: “كنت مسافرا عبر طريق الرياض ـ الدمام. رجال الأمن السعوديين الذين اتخذوا كل ما من شأنه حمايتي، حيث قاموا بإفراغ الطريق من جميع المركبات وكانوا على تواصل معي ثانية بثانية، ثم أبلغوني بأنهم اتصلوا بالشركة المصنعة للمركبة، أو بالأحرى بوكيلها في السعودية ونصحهم بأن أكسر زجاج المركبة. أخيراً طلبوا مني الضرب بشدة على مفتاح السيارة لربما تنتهي المشكلة وفعلت ذلك وكانت هناك شاحنة نقل بعد عشرين مترا حينما توقفت المركبة وأصبت بإغماء ونقلت إلى المستشفى”.
حادثة أخرى كانت لمواطن على طريق الحجاز السريع تعطلت فيها أجهزة التحكم بالسرعة متجاوزة 200كم في الساعة على طريق الحجاز السريع، لتتوقف بعد أن نفد منها الوقود وقال المواطن لـ”الرياض” قمت بتثبيت سرعة السيارة على 140 ك وتفاجأت بأن السيارة بدأت بزيادة السرعة حتى وصلت 205كم وحاولت إيقافها وفصل مثبت السرعة ولم استطع كما حاولت إطفاء السيارة وربط الفرامل ولم أستطع حيث كانت السيارة تسير بأقصى سرعة ولم تستجب لأي عمل أقوم به، لهذا اتصلت بدوريات أمن الطرق فبادروا بمتابعة الوضع وفتح الطريق لي من نقاط تفتيش وتم إبعاد السيارات التي تعيق سيري”.
وفيما تعذر أي تجاوب اليوم لأي مسؤول في وزارة التجارة للعطلة الأسبوعية فلم يصدر منها تعليق حول ذلك إلا أنه تنقل تصريح سابق لأحد مسؤوليها في حادثة سابقة التأكيد أنها وجهت وكلاء السيارات بموافاتها بالإجراءات الاحترازية التي يجب اتخاذها في حال تعطل إلغاء مثبت السرعة عن العمل، مشيراً إلى أن الوزارة ستتابع ردود الشركات وستعلن ما يردها عن الإجراءات عبر وسائل الإعلام.