السباح محمد عبد الحميد : الاتحاد السوداني أخطأ في إختيار أبطاله المشاركين

[JUSTIFY]عطبرة مدينة الحديد والنار رائدة فى المجال الرياضي كيف لا وهي من اوائل المدن السودانية التى أسست للرياضة فى بلدنا الحبيب ولذلك تفوقت فى العديد من المناشط الا ان منشط السباحة هو الابرز فسباحو عطبرة هم الذين ظلوا يتقدمون صفوف المنتخبات السودانية للسباحة فى التمثيل الخارجي ورغم هذا التفوق الا انهم ظلوا يصطدمون بعقبة الامكانات حيث لا يتوفر الاعداد الجيد لهم لا داخليا ولاخارجيا وحتى الفرص القليلة التى يجدونها كثيرا ما نجد بعض الاداريين يحولها الى نفسه مثل ما حدث للسباح السوداني ابن عطبرة محمد عبدالحميد فى اولمب?اد سيدنى عام 2000 فقد كان يشرف على تدريبه خبير التدريب محمد علي «كرور» الا انه للاسف لم يذهب معه الى استراليا واستولى على الفرصة احد الاداريين ليذهب سباحنا الى بلاد الغربة وحيدا اذ ان الاداري ليست له علاقة لا من قريب او بعيد بالمستجدات التى تحصل فى منشط السباحة، ولان تجربة محمد عبدالحميد ليست بالكبيرة فكان يحتاج بشدة الى المدرب الذى حرم منه بسبب طمع وشجع وانانية بعض الاداريين ولذلك لم يجد من يوجهه فقفز قبل اعلان بداية السباق ليبعد منه وكان هذا الامر مثار حديث المشاركين فى تلك الاولمبياد من الدول الاخرى وهن? الخطأ الاساسي ليس من السباح وانما من القائمين على أمر السباحة واللجنة الاولمبية فى ذلك الوقت.
مضى وقت طويل على اولمبياد سيدني ولكن لم انس تلك الحادثة التى وقعت لسباحنا محمد عبدالحميد الذى كان رغم صغر سنه الا انه كان كبيرا فى السباحة التى سيطر على بطولاتها ممثلا لمدينة الحديد والنار ليتم اختياره للمشاركة فى الاولمبياد وبعد عودة بطل السباحة من سيدني واصل نشاطه الرياضي ليستقر به المقام فى العاصمة القطرية الدوحة وبعد الاعتزال انخرط فى مجال تدريب السباحة ليلتحق باسبير تلك القلعة القطرية التى تخرج المواهب فى شتى المناشط الرياضية تحت اشراف متخصصين ، عمل سباحنا هناك لسنين عددا وفى احدى اجازاته السنوية جاء ?لى السودان وهو فى طريقه الى أهله بعطبره حصل له حادث سير اذ انقلبت العربة التى كان يستقلها ليتسبب له ذلك الحادث فى شلل نصفي اقعده عن المسير ليظل حبيس السرير والكرسي المتحرك وبعد معاناة مع الاصابة اللعينة وهو فى السودان تم الاتصال به من قبل شيخ قطري خير كان البطل يعلم و يدرب ابناءه السباحة من اجل عودته مرة اخرى الى العاصمة القطرية دوحة العرب وبالفعل عاد محمد عبدالحميد تحت ضيافة ذلك الشيخ ليجد الرعاية الطبية والاهتمام والآن هو فى طور اعادة التأهيل لمواصلة رياضته المحببة السباحة التى اوصانا بها سيدنا عمر رضى ?لله عنه الذى قال «علموا ابناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل» .
بحكم متابعتي لنشاط السباحة ظللت أسأل عن السباح محمد عبدالحميد طيلة السنوات الماضية وعلمت انه اغترب بدولة قطر والعام الماضي أخبرني الاخ مدثر المصباح سكرتير اتحاد السباحة بولاية نهر النيل بأن محمد عبدالحميد اصيب فى حادث حركة مؤلم اثناء اجازته السنوية بين اهله فى نهر النيل ليتسبب الحادث فى اصابته بشلل نصفي وهو الآن بقطر ، وحقيقة وعقب توجهي للدوحة لتغطية فعاليات دورة الالعاب العربية التى شارك فيها السودان رياضيا «بكثافة» كان فى بالي لقاء السباح محمد عبدالحميد اذ ادرجته فى مفكرتي ضمن الرياضيين الذين اود لقاءهم ?قطر والحمد لله وجدت هناك أخي معتز أحمد النور ذلك الشاب الهميم وهو صديق للسباح ورتب لي لزيارته وبالفعل استقبلنا البطل بمقر اقامته هاشا باشا مؤمنا بقضاء الله وكان هذا اللقاء القصير الذى تطرق فيه الى عدد من المواضيع والتى بدأها بالمردود الضعيف لمناشطنا الرياضية بدورة الالعاب العربية، حيث قال: المستوى العام متدني جدا وقد عكس اداء المناشط الرياضية بدورة الالعاب العربية حال الرياضة التعبان فى السودان ويوضح بجلاء أن الفكر الاداري الرياضي فى وطننا الحبيب متدني، اما عن مشاركة السباحة قال عبدالحميد ان السودان شارك ب?ربعة سباحين للمنافسة فى السباقات القصيرة وهنا اخطأ الاتحاد السوداني للسباحة ولم يوفق فى الاختيار بل انه اتبع سياسة المجاملات فى اختيار اللاعبين وغيرهم اذ ان الاتحاد ينظر الى المشاركات الخارجية من منظور ارضاء قواعده فقط وليس من أجل احسان التمثيل والا لماذا يختار سباحين تخصصهما فى المسافات الطويلة وهما أحمد آدم وعمار والاخير ليس مؤهلا التأهيل الكامل فهناك من هو أفضل منه مثل عبدالرؤوف، ولكن للاسف لم يتم اختياره وكذلك اشرف عبدالعظيم ،موضحا انه من الطبيعي ان تكون نتائجهما فى آخر الترتيب.
استمر السباح محمد عبدالحميد فى الحديث عن مشاركة السودان فى دورة الالعاب العربية وهو فى غاية الألم والحسرة اذ اشار الى ان النتائج مؤسفة ومحبطة للسودان وهى لا تتناسب مع تاريخه باعتباره من مؤسسي الرياضة فى الوطن العربي وافريقيا ، مشيرا الى انه كان يتوقع أن يكون هناك مسؤول يستطيع ان يقول لا للمشاركة بهذه الطريقة باعتبار أن معظم المناشط الرياضية غير مؤهلة لخوض منافسات دولية ولكن للاسف سمح لها بالسفر لتحدث الكارثة وهنا تأثر محمد عبدالحميد وحاول ان يمسح الدموع من عينيه وبعد دقائق واصل حديثه ليحمل المسؤولية للادار?ين الذين جاءوا الى قطر فى مقدمة تلك المناشط.
وعن احواله قال عبدالحميد بعد مشاركتي فى اولمبياد سيدنى واعتزالي السباحة عملت بقطر مدربا للسباحة فى نادي الخور ولكن حصل الحادث والحمد لله على كل شئ والآن فى فترة علاجية اسأل الله العلي القدير أن يعجل لي بالشفاء ، وانا مشترك حاليا فى نادي قطر لذوي الاحتياجات الخاصة وسأصبح مدربا للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفى ختام حديثه وجه محمد عبدالحميد كلمة للاداريين بالاتحادات الرياضية بالسودان بأن يهتموا باللاعبين اولا وأن يؤخروا مصالحهم الخاصة للعامة حتى يتمكن رياضيو السودان من رفع علمه عاليا بين الدول وعلى اقل تقدير يعود كما كان متقدما الصفوف العربية والافريقية رياضيا علما بأن المنافسات الاخيرة التى جرت بقطر هى ليست عالمية وانما عربية وعلى اقل تقدير يجب علينا احراز نتائج مشرفة حتى تكون هذه الدورة العربية نقطة انطلاق لنا نحو العالمية ولكن للاسف حدث العكس وهذا ما لايبشر بخير فى الرياضة بوطننا الحبيب الذى ليس هو بالفقير?لا ماديا ولابشريا وكل شئ متوفر فيه وليس هناك مبرر للاخفاق على الاطلاق وآن الاوان للمراجعة والتصحيح.
[/JUSTIFY]

الصحافة

Exit mobile version