على مر العصور اختلفت النظر إلى (فارس الأحلام) من جيل لآخر، ففي الماضي كان الفارس الذي يمتطي الحصان الأبيض يجسد الرومانسية والحب، وأسهم في انتشار تلك الصورة استخدامها الكثير في السينما والتلفزيون، حتى غدت الرومانسية شرطاً أساسياً في الزواج لدى عدد كبير من الفتيات، لكن دار الزمان دورته وتغيرت عقليات كثيرة لدى الأجيال المعاصر بفعل عدد من المتغيرات التي طرأت على المجتمع، وأصبحت عقلية جيل اليوم يغلب عليها طابع الواقعية المحسوبة للغاية.
تقول لبابة أحمد – طالبة جامعية- إن فارسها يجب أن يكون متعلماً في المقام الأول وعلى قدر من الوسامة، لكن الأهم من كل ذلك أن يكون غنياً أو ميسور الحال على الأقل، لأني أريد أن أعيش بشكل مريح..
من جانبها قالت سعاد – موظفة- إن الفتيات اليوم لم يعدن يبحثن عن الحب والرومانسية كما كان في الأجيال السابقة، لقد طغت المادة على كل ذلك، وأصبح كل همهن الحصول على المسكن اللائق والسيارة الفاخرة، لقد تغيرت المعايير كثيراً لدى جيلنا المعاصر بسبب تغير العادات والانفتاح على العالم الخارجي، لذلك عندما تسأل الفتاة عن مواصفات فارس أحلامها سيكون ردها الأول أن يكون غنياً..!!
شاركتها الرأي ندى محمود التي ترى أن معظم فتيات اليوم تجذبهن المظاهر من حيث الماديات ولا يلتفتن إلى أهم الصفات كالتعليم وحسن الاخلاق، وأشارت إلى أنها يمكن أن تقترن بشاب (وسيم) وعلى خلق..
الخبيرة الاجتماعية نوال عبد الرحمن تقول ان احلام الفتيات متصلة بالمظاهر المادية التي طغت بشكل كبير في عصرنا، وأصبح الاهتمام بمظهر الشاب وما سيحققه من مكاسب مادية هو الأساس الذي يتم عليه تقييمه، بينما تراجعت عدة أمور إلى الوراء بعد أن كانت تحتل صدارة أولويات الفتاة، وترجع نوال ذلك إلى الانحراف في الواقع وعدم استقامة المبادية التي تتلقاها الفتاة منذ الصغر.
وتضيف نوال: للأسف ان معظم الفتيات اليوم يحلمن بأن يعشن في قصور، ويمتلكن آخر موديلات السيارات، وتحقيق زواج اسطوري، وذلك بعد تغير المفاهيم والعادات في عصرنا وكذا التأثر بالغزو الفضائي والعولمة، وهي كلها أمور جعلت نظرة الفتيات تتغير بشكل كبير.
[/JUSTIFY]
صحيفة الرأي العام