لكن ما يقال الآن مخالف لما قيل في السابق، فسلفا نسف نكرانه القديم أمام جمع غفير قائلاً إنه “يشعر بسعادة غامرة عندما وطأت قدماه أرض الميعاد”.. في حين قالت وزارة الخارجية إن زيارة سلفا كير إلى إسرائيل محل اهتمامها، وأنها ستقوم بدراسة الآثار المترتبة عليها وستقرر بعد ذلك عبر الدراسات والبحوث..
هي زيارة خاطفة تزامنت مع اغتيال القائد المنشق عن الجيش الشعبي جورج أطور، وقد طلبت حكومة الجنوب حسب التسريبات أن تكون الزيارة شبه سرية أو غير معلنة على الأقل في المرة الأولى، لكن باتفاق الطرفين تم الإعلان عنها وإبداء الفرح والسرور على إتمامها.
الناطق باسم الخارجية العبيد أحمد مروح قال- في تصريحات صحفية أمس-إن الزيارة محل اهتمام الحكومة؛ لجهة تأثيراتها المختلفة على المصالح السودانية وأمنه القومي، خاصة أن إسرائيل ومجموعات الضغط يمثلون جزءاً أساسياً من الحملة الدولية المتعلقة بقضية دارفور خاصة أن لهم علاقات وثيقة بحركات دارفور الرافضة للسلام، والتي شكلت تحالف جبهة القوى الثورية، مشيراً إلى أنهم سيقومون بإعداد دراسة حول الآثار المترتبة على هذه الزيارة على الدولة وسيقررون بعد ذلك عقب الفراغ من الدراسات والبحوث.
غير أن البعض لم ينتظر انتهاء زيارة سلفا إلى إسرائيل والتي استغرقت يوما واحدا ولن ينتظر الفراغ من دراسة الآثار المترتبة على الزيارة، فشرعوا في تحليلها فوراً.. فاعتبر الخبير الاستراتيجي هاني رسلان أن الوجود الإسرائيلي في دولة جنوب السودان يسعى لهدفين؛ الأول متعلق بالتواجد في تفاعلات ملف أزمة مياه النيل، بحيث تسعى تل أبيب إلى حصار وحرمان مصر من حصتها الحالية، أو تسعى لفرض قيود مستمرة على مصر للتأثير سلباً على الحصة الحالية فتمنع أي زيادة من الحصة التي لا تأتي إلا من جنوب السودان خاصة أن لها علاقات وثيقة مع إثيوبيا وأوغندا، والهدف الثاني يتمثل في أن إسرائيل تسعى لتنفيذ المرحلة الثانية من تقسيم السودان إلى عدة دويلات وتحديداً فصل دارفور والتأثير سلباً على الاستقرار الأمني والسياسي للشمال ككل عبر التدخل في ملفات ساخنة، في حين اعتبر الكاتب عثمان ميرغني في عموده أمس، أن تعاون الجنوب وإسرائيل يتمدد إلى المجالات العسكرية، والتي لا تعني بالضرورة الدبابات والأسلحة إنما تبادل المعلومات الاستخبارية والتي يمكن أن تقود بأن يصبح السودان في مواجهة مع إسرائيل.
ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب لقائه سلفا كير أن إسرائيل سترسل بعثة إلى دولة جنوب السودان لبحث سبل مساعدة الدولة الوليدة، وأن وفداً إسرائيلياً “سيتوجه إلى جنوب السودان لبحث كيفية مساعدة الناس الذين مروا بمعاناة كبيرة في السنوات الأخيرة لتطوير دولتهم الجديدة”.
في حين أكد سلفاكير أن بلاده تعتبر إسرائيل “نموذجاً يحتذى به ومثالاً للنجاح” وأنه سيتعاون مع إسرائيل وسيعمل معها يداً بيد من أجل توثيق العلاقات بين الجانبين، مضيفا أنه أبلغ الرئيس الإسرائيلي أن جنوب السودان يريد توسيع قاعدة التعاون مع إسرائيل خاصة في مجال التكنولوجيا والتنمية الزراعية والمائية.
سلفا كير ووفده رفيع المستوى اجتمع أيضا بوزير الدفاع إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان وقد تضمن برنامج زيارتهم أيضا زيارة متحف تخليد ذكرى المحرقة اليهودية في القدس المحتلة..
وفي الوقت الذي يتفق فيه محللون أن نتائج الزيارة ستظهر قيمتها على المدى البعيد، إلا أنها بلا شك تعتبر بادرة لبداية علاقات سياسية واقتصادية قوية وعلنية بين الطرفين، ويبدو أنها تسير في خطى سريعة للغاية إن تمت الإشارة إلى زيارة متوقعة لوزير الخارجية الإسرائيلي إلى جوبا خلال الأشهر المقبلة. [/JUSTIFY]
الاخبار السودانية – تقرير: لينا يعقوب: