واحد من زملاء الدراسة ويقيم بمدينة بالمملكة العربية السعودية حيث يعمل في إحدى شركات الإتصالات، الأستاذ حسن محجوب خبير، حدثني عن رغبة أكيدة جمعته مع عدد من الشباب السودانيين بمدينة جدة في تفكير جاد عملي تقوم على مجهودات إعلامية تقوم على نفي تلك الصورة النمطية السلبية التي صارت مثل الحقيقة عند البعض. وفكرته تقوم على إستقدام الفرق المسرحية وغيرها لتقوم بعروض تدحض ما تقوم بعض الجهات الأجنبية المسرحية عن النمطية السالبة. وأنا بدوري لا اعتراض على الفكرة كمبدأ عام يقفل الباب أمام تمادي الاخرين ضدنا خاصة وأن المقصود بالهجوم على الشخصية السودانية هو ضرب السوداني المغترب اين كان.
شئ عادي ان يقوم غير السوداني بدعاية مضادة ضد السودانيين سواء كان مقصوداً أو غير مقصود فهو في النهاية قد يهدف إلى مصلحة وراء ما يقوم به، لكن ما ليس مقبولاً هو ان نشارك في الدعاية السلبية المضادة للسوداني اينما كان حتى لو كان هفوة لسان منا خاصة عندما تكون موثقة في وسيلة إعلامية سيارة واسعة الإنتشار، فكل سخرية وإستهتار بالشخصية السودانية منا هو علينا على القول “وشهد شاهد من اهلها”. والإستهتار بالشخصية السودانية من خلال قلم سوداني كبير مرّ وحارق حتى لو أنه يجئ عن طريق الحرص على مصلحة البلد ككل ولمصلحة نفس الشخص فهو يشبه قسوة الأب على إبنه أو الأستاذ على التلميذ فتأتي النتائج عكسية ضد المقصود.
واحد ممن اعتبرهم يستحقون الوقوف عند ما يكتبون هو الدكتور إبراهيم دقش وأحرص على قراءة ما يخطه مما جعلت صحيفة الخرطوم كجزء يومي اطلع عليه. وتأتي مرات أختلف مع الكاتب لكن لا يعني ذلك فقدان الإعجاب بما كتب، إلا أن ما خطه الدكتور إبراهيم دقش وهو الخبير بمنظمة الوحدة الافريقية ثم الإتحاد الافريقي فيما بعد، يوم الأحد الأول من أغسطس الجاري لم اتفق فيه معه وكذلك لم يعجبني إطلاقاً بل أنني ارى بأن عمنا دقش مطالب بإعتذار لنفسه قبل شخص آخر.
في بابه الاسبوعي (هوامش بقلم الرصاص) الأحد الأول من أغسطس 2010 م الموافق 20 شعبان 1432 هـ (كتبت التاريخ الهجري كما كتبته صحيفة الخرطوم طبعة الخليج الصادرة يوم الأحد وفي الحقيقة نحن في العام الهجري 1431 هـ)، العدد 7440، طبعة الخليج، صفحة 16، تحت العنوان “أضبط.. قطع كهرباء في الشارقة”. وجاء الموضوع كالآتي نصه “سكان إمارة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة يشتكون لطوب الأرض من (قطوعات) الكهرباء فقد إشتكت إمرأة (حامل) أن القطع استمر لثماني ساعات أحد ايام الاسبوع الماضي الأمر الذي اضطرها للجوء الى السطوح اتقاء للحر “اللعينة”. قلت ـ بيني وبين نفسي ـ المصيبة تكون الادارة المركزية للكهرباء في الشارقة يديرها سودانيون”. إنتهى.
ما تقدم هو نص ما خطه الدكتور دقش…. وبيني وبينكم لم يعد ما كتبه بينه وبين نفسه حوله عندما كتبه إلى ما بينه والقارئ فالمكتوب صار ملكا عاما للقارئ وعليه اقول ليه يا د. دقش؟.
لويل كودو – السوداني
3 / 8 / 2010م
grtrong@hotmail.com