كان ملتقى جميلاً ورائعاً.. كل عشاق الشعر النبيل والشاعر الأكثر نبلاً.. التقوا هناك على ضفاف النيل الخالد..
طريقة عقد القران كانت في غاية البساطة.. وكانت رسالة واضحة للغاية.. قرر محجوب شريف وباصرار من العروسة »مي« ان يقدمانها للشعب السوداني خاصة الأسر التي ما زالت متمسكة بالتقاليد القديمة التي تكرس الصرف البذخي.. من أجل »شوفونا«
عقد القران كان بسيطاً وجميلاً ورائعاً..
جاء الأهل والأحباب من كل حدب وصوب.. رحبت بهم مزرعة السيد إنعام المهدي بكل حب وتقدير لشاعرنا الكبير.. كان تكريم الحضور بالماء الزلال البارد.. وبالتمر الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن.. وكان أعذب ماء و أحلى تمر.. ماء البساطة.. وتمر الأحبة.. محجوب.. لم يشتر زجاجة ماء واحدة وكذلك لم يشتر بلحة واحدة.. جاء بهما من أجل عيون الشاعر عفيف اليد واللسان.. جاء بها الاحباب العالمون باخلاقيات شاعرنا الكبير محجوب قال لي ان شكل عقد القران والزفاف تم باقتراح من العروس »مي« والتي أصرت ان يكون إكرام أهل عريسها واحباب أبيها بالماء العذب والتمر الحلال.. ألم يصف الشاعر يصف محبوبه قائلاً.. انت المياه العذبة وانت النسيم الضاحك.. والنسيم وفرته مزرعة السيدة انعام المهدي التي رفضت ان تستلم مليماً واحداً.. من شاعر الشعب.. وكان العقد تحت ظلال النخيل والخضرة والوجه الحسن.
»مي« كانت فرحة جداً وكذلك عريسها.. وكذلك أهلها.. وكذلك نحن أحباب والدها.. هذا الرجل الكريم والزاهد والذي يمثل البساطة والزهد والطيبة في أعلى معانيها..
كانت أميرة الجزولي والدة العروس فرحة للغاية وبالمناسبة كانت شيلة محجوب شريف لاميرة الجزولي مكتبة ضخمة ضمت كل الكتب الماركسية.. ووقتها قلت لمحجوب »غشيت بنتنا بالمكتبة« وضحك محجوب بشدة..
خال العروس كمال الجزولي لم يحضر لأنه كان في مهمة في اسمرا.. لكن الدكتور حسن الجزولي خالها الرائع.. كان حضوراً مدهشاً.. حسن الجزولي.. عالم آخر.. وإنسان آخر .. رجل مدهش بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
وكان عمها الخير شريف حضوراً فاعلاً.. وحضر معظم الكتاب والشعراء.. كان ابو شورة وكان شكر الله خلف الله.. و كان هلاوي الرائع وكان محمد لطيف وحرمه بنت العم نجاة الزين هذه المرأة الرائعة.. والزوجة المثقفة.. وكان الشاعر عبد الرحمن مكاوي.. وكان الحاج عثمان سنادة وكان الاحباب كثر.. لم تسعفني الذاكرة لذكرهم.. أحر التهاني لمي محجوب شريف و لوالدتها أميرة الجزولي ولاعمامها.. خاصة حسن الجزولي الأب الروحي لبنات شقيقته وبنات صديقه الأعز..
ونسأل الله ان يرزق »مي« وزوجها بالبنين والبنات ..
وأطربت فرقة عقد الجلاد الحضور بالغناء الرائع والطرب الأصيل. [/JUSTIFY]
صحيفة الرأي العام