سودانير: الركن السادس في الحج

[JUSTIFY]الحج هذا الركن الإسلامي الخامس والفريضة التي يؤديها من استطاع إليها سبيلا بكل ما يملك من مقومات الاستطاعة من مادية وبدنية وروحية وغيرها حتى يؤدي هذه الفريضة ويعود كيوم ولدته أمه مغفور الذنوب فنسأل الله أن يتقبل منهم، أجمع الكثيرون أن الحج مشقة وتعب لذلك رُبط بالاستطاعة ولم تكن الاستطاعة المادية فحسب…

الحج كما معلوم بالضرورة أربعة أركان ولكن الإخوة السودانيين أضافوا ركناً خامساً وهو «جدة» وذلك من أجل التسوُّق وخاصة النساء فمن لم يذهب إلى جدة فكأنما حجته ناقصة كما في «عرف السودانيين»… أما الركن السادس والذي أضيفه من عندي فهو المحروسة «سودانير» التي تخصصت في الحجيج السودانيين بصورة جعلتهم يكذبون ويُخرجون الفتاوى دون علم أو استشارة للجنة فتوى… فأنا شخصياً لي ثلاثة مواقف مع الإخوة في سودانير وأكثر ورغماً عن ذلك لم أتخلَّ عن «الناقل الوطني».. فالموقف الأول عندما كنا حجاجًا في العام السابق وتم تأكيد الحجز لنا بمكة من قبل طاقم الحجز هنالك لنذهب إلى المطار ونجد أن هذه الرحلة طارت ومكثنا مع بقية الحجيج يومين بالمطار «وهذا عادي عند سودانير»، من لم يجلس بالمطار يومين لم يسافر بسودانير .. ويتواصل العناء وجاءت «المحروسة» كما يسميها الإخوة في شمال الوادي.. وتم وزن العفش الذي يزن أطنانًا وأنا شخصياً لم أحمل في حياتي عفشًا غير «جركانة ماء زمزم» وتم أخذها ووضع ديباجة لها بأنها سوف تصل في نفس الرحلة…. ووصلنا مطار الخرطوم بسلام ولكن للأسف لم تصل ماء زمزم والتي قطعنا لها الفيافي والوهاد من أجل جلبها… يجيء أحد الموظفين «بالمحروسة» «ويتشدق» بأن الماء سوف يأتي في الرحلات القادمة أي بعد يوم أو يومين، ونظل نحن نروح ونجيء على المطار دون فائدة تذكر ليخرج كبيرهم وهو مسؤول المخازن أو الصالة ويفتي بما حرم الله «أخذ حقوق الغير» بأن كل واحد يأخذ أي «جركانة» أمامه وهذا ما رفضته أنا شخصياً ولكن بقية الحجاج أخذوا وذهبوا ولكن للأسف لم تحضر «ماء زمزم حتى يومنا هذا» … وعلمت من أحدهم أن وزن الماء ثقيل فتم إحضار جزء وإبادة الجزء الآخر.
المشهد الثاني وبحمد الله ذهبت أنا وأسرتي لعمرة رجب في العام 1432هـ وأيضًا لم نحمل معنا من العفش الكثير وكل همنا هو «ماء زمزم» وفعلاً تم وزن العفش بما فيه ماء زمزم وعملت لها ديباجة وإنها سوف تصل معنا وحتى هذه اللحظة لم تصل….
أيضًا بحمد الله حججت هذا العام «بالناقل الوطني» وأيضًا تم وزن الماء وسوف تصل معنا في نفس الرحلة ولكن كالعادة لم تصل حتى هذه اللحظة…. وأيضًا مسؤول بسودانير يفتي بأن يأخذ كل حاج جركانة…
سؤال:
لمن نشكو «سودانير»؟
وبأي وجه حق يفتي هذا العلامة بهذه الفتوى الباطلة ويعلم تماماً أنه لا يجوز أخذ حق الغير وخاصة حجاج بيت الله الحرام الذين أكرمهم ربهم وعادوا طاهرين كيوم ولدتهم أمهاتهم ليملأهم ذنوباً بعد أن تطهروا؟
غفر الله لكم وأعيدوا إلى الناس حقوقهم…

الانتباهة – معاوية عبيد/ حاج

[/JUSTIFY]
Exit mobile version