حقيقةً جاءت على المواطن لحظات أحس فيها بالقنوط من وقوف الحكومة معه ضد غول السوق بعد أن رفعت شعار الخصخصة ذالك الشعار المبطن «الحشاش يملأ شبكته».. فخرجت الحكومة بنفسها من «معمعة» السوق وفضلت أن تدخل ذات السوق كأفراد وشركات قطاع خاص.. «وما علينا». رغم أن الخصخصة لها إيجابيات.. إلا أن ترك السوق «مطلوق» أدخل فقه ارتفاع الأسعار الجنوني في بعض السلع الإستراتيجية منحىً صعباً على المواطن البسيط.. ويبدو أن ولاية الخرطوم قد بدأت تلمس دورها الإستراتيجي في توفير الأمن الغذائي لمواطنيها مع انتهاج خط بعيد المدى بتغير سلوك المواطن من تناول اللحوم الحمراء إلى اللحوم البيضاء لتوفير كم هائل من اللحوم الحمراء للصادر الذي يرفد في «كرش الخزينة العامة».. فهل ستنجح الولاية في كبح جماح سوق البروتين الحيواني وتصحح مساره؟ خاصة وأن هناك أبعاداً تقول إن قطاع البترول سيواجه النضوب خلال عدد من الأعوام.. إذن ولاية الخرطوم تقوم بدور وخطوة كبيرة تحتاج أن تحذوها الولايات الأخرى.. فهل قام الرسميون برفع العبء والرسوم والضرائب على قطاع المستثمرين في الأمن الغذائي بالقطاعين العام والخاص حتى يتمكنا من تبسيط الأمر على «محمد أحمد».. ومبروك لمواطن ولاية الخرطوم الذي صار يصابح كل يوم الإعلانات بالصحف عن مراكز بيع الدجاج بالأسعار المنخفضة والتي يمكن أن تكون أقل من ذلك في مقبل الأيام ممهورة بتوقيع مدير عام الزراعة والثروة الحيوانية «د. تاج الدين عثمان».. فمتى يا دكتور تعلن هذه السلعة عن نفسها حينما تتوفر في كل بقالة أو مركز ودكان أو حتى «كنتين» ليصبح الدجاج طعام «المهمشين» هناك في أطراف العاصمة.. دون تسويقها من «سوق الله كتلها» الذي لا نعرف له خط عرض.. ولكننا نعلم أنه يتم فيه شراء الدجاج النافق ليُطهى ويباع لهؤلاء بأسعار أيضاً مخفضة.
آخر الكلام..
ما شاء الله على الخرطوم هذه الأيام.. بصات وتاكسي وجو خريفي.. وأخيراً دجاج التاج..
سياج – آخر لحظة – 1226
fadwamusa8@hotmail.com