لا أظن أن الزمن هو نفسه وكذلك ففهمي للعبارة اليوم يختلف عما كان عليه في ايام الطفولة، فأكبر سذاجة استهجنته وأنا أكتب هذه الكلمات في الوقت الراهن هو ملاحظة صغيرة الدور الذي قمنا فقط على العبارة نفسها. فعندما كنا بالصف الأول كنا نستخدم العبارة ضد ابناء الصف الثاني وعندما إنتقلنا للصف الثاني صرنا نتبنى العبارة نفسها لأنفسنا… ولم اكتشف إلا اليوم بأن العبارة ليست بها مشكلة أو عيب إنما نحن مصدر العيوب والمشاكل. والدليل على عدم وجود عيب في العبارة هو رغبة كل جبهة استخدامها لنفسها مما يبرهن على حبنا الوصف الجميل فقط.
عندما تذكرت مناقشاتنا… او حقيقة هرجلتنا مع ابناء الصف الثاني ثم فيما مع ابناء الصف الأول… وجدت بأن وضعنا في المرحلة هو الأفضل من اليوم من وضع بعض الناس في ايامنا هذا والذين يستحسن بهم الحديث عن المُلاح وكيفية صنعه وافضل أنواعه فقد كثر عدد الرجال الذين يجيدون صنع الملاح بدرجة ممتاز وتفوقوا على النساء. وصنع الملاح ليس تقليلاً من شأن أحد أو تحقيراً له بل إنه واحد من المفاخر لدى الشباب ولا ابالغ إن قلت بأن البعض من الشباب وجدوا شريكات حياة بسرعة لأن صفة إجادة الطبخ كان متوفراً فيهم بجانب الشروط الأخرى التي تتشدد عليها أسر الفتيات.
المهم إخترنا عنوان موضوع اليوم حسب المزاج العام لأغلب من يحبون الملاح السوداني رغم أنني لست من انصار آكلي ملاح الخدرة، ولي فترة لا اكله رغم حبي الشديد له فهو يتعبني جداً ورغم ذلك فانا اشتريه لأسرتي فهم يستمتعون باكله جداً. وهناك ملاح آخر لا مفر عنه هو ملاح الويكة رغم الصفة التي يتميز به هو لزوجته الشديدة فيسهل البلع ويتناول الفرد أكبر كمية ممكنة من الطعام.
الحديث عن الملاح لا أظنه يغضب أحداً ولا يتسبب في بتر جزء من صفحة مكتوبة وحتى لو كان هناك شخص آخر له تجربة ترك تناول ملاح الخدرة فلا أظنه سيصل به الأمر الغضب مما كتبت هنا وعليه لنضمن وصول ما نكتب سنحاول بقدر الامكان كل مرة الكتابة عن واحدة من الأطعمة بداية باللايوق…!!.
لويل كودو – السوداني
24 يوليو 2010م
grtrong@hotmail.com